والديمقراطية، وأن الإسلام قد أدى دوره وانتهى من الوجود إنها هي نفس الصيغة السابقة التي تتحدث عن القرآن أنه أساطير الأولين.
والمسلمون أحوج ما يكونون إلى الانتباه والحذر إلى هذه الأساليب من الحرب التي تشن عليهم من أعدائهم ليل نهار للنيل من أشخاصهم، والنيل من دعوتهم، والنيل من دينهم وإسلامهم. إن وسائل، الإعلام الرهيبة المعاصرة من صحيفة وإذاعة وتلفاز، من مجلة وكتاب، ومقالة ومسرحية وقصة. كلها تنصب اليوم على الحرب على الإسلام سواء بتجسيد الشر وتمجيده أو بالنيل من الخير وطمسه وتشويه معالمه. يا شباب الدعوة، أنتم المستهدفون، ودينكم المستهدف. فبالصبر والوعي تجهضون هذه الحرب.
السمة الثامنة عشرة
المحاولات الإيجابية في الحرب: عمليات الاغتيال والقتل للقيادة
لقد تعرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأربع محاولات اغتيال وقتل.
كانت الأولى بطلب صريح من قريش من أبي طالب، يطلبون فيه تسليم النبي - صلى الله عليه وسلم - لهم: كما روى ابن إسحاق: (ثم إن قريشا حين عرفوا أن أبا طالب قد أبى خذلان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإسلامه، وإجماعه لفراقهم في ذلك وعداوتهم، مشوا إليه بعمارة بن الوليد بن الغيرة. فقالوا: يا أبا طالب هذا عمارة بن الوليد، أنهد فتى في قريش وأجمله، فخذه فلك عقله ونصرته، واتخذه ولدا فهو لك، وأسلم إلينا ابن أخيك هذا الذي قد خالف دينك ودين آبائك، وفرق جماعة قومك وسفه أحلامهم نقتله، فإنما هو رجل برجل!
فقال: والله لبئس ما تسومونني أتعطوني ابنكم أغذوه لكم، وأعطيكم ابني تقتلونه؟ هذا والله ما لا يكون أبدا ... (١)).
وكانت المحاولة الثانية محاولة فرعون هذه الأمة أبي جهل بن هشام. كما