للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السمة الثانية والعشرون

دور النساء في المعارك ومشاركتهن فيها

أين كانت المرأة المسلمة في هذه الأحداث؟

لقد كانت جزءا لا يتجزأ منها، ساهمت في صنعها تربية للجيل المسلم أولا، ثم رعاية للزوج المسلم ثانيا، ودفعا له إلى الجهاد والبذل، ثم صبرا واحتسابا عند المصيبة ثالثا، ثم حضورا للمعركة تسقي الظمأى وتداوي الجرحى رابعا، ثم حملا للسلاح جهادا للعدو حين الضرورة أخيرا، ولا يتسع المقام لأكثر من نماذج توضح هذه الأدوار كلها لتكون نبراسا للمرأة المسلمة اليوم وهي تحمل رسالة الإسلام بجانب الرجل.

أ - في التطبيق العملي للإسلام:

كان المسجد للرجال والنساء، فلقد كانت الصفوف الأولى للرجال، والصفوف الأخيرة للنساء. ولم يكن المسجد دار عبادة فقط، بل كان الجامعة العلمية العليا التي يتلقى المسلمون علومهم منها وعلى رأس هذه الجامعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومن أجل هذا كان الحرص المستمر من النساء على شهود الخير وجماعة المسلمين. وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كثيرا ما يعقد لهن درسا خاصا يعلمهن ويعظهن ويذكرهن. ولو كان المسجد للعبادة فقط، لأمكن استغناء كثير من النساء عن الحضور إليه إذ الإسلام جعل صلاة المرأة في بيتها خيرا من صلاتها في المسجد النبوي، لكن تلقي العلم من منبعه النبوي الموحى إليه لم يكن ليتاح للمرأة المسلمة إلا في المسجد.

وكما كان المسجد دار عبادة ودار علم، فلقد كانت الأحداث تصنع فيه، وتقرر فيه. ولهذا كانت المرأة المسلمة تعيش هذه الأحداث يوما بيوم وساعة بساعة، لم تكن أبدا معزولة عنها، بل كانت تحياها بمشاعرها وأعصابها وفكرها، وتذلل بذلك للرجل المسلم كثيرا من الخطوات التي يود أن يخطوها في بيته لإقناعها بما يريد. وهذه هي المشكلة التي تعانيها المرأة المسلمة اليوم، إنها تعيش بعيدا عن مصنع النور، وبؤرة الإشعاع، وليس كل رجل قادرا

<<  <  ج: ص:  >  >>