ويملكوا مقود الفكر والعاطفة، ليحققوا القاعدة الأساس التي يقوم عليها صرح البناء الجهادي. فيكون كما قال عز وجل: {ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون (١)}. إنها مواصفات واضحة للكلمة الطيبة. إنها من الأصالة والصدق ضاربة جذورها في الأرض، فلا يزعزعها كل بهرج الدنيا وزخرفها. وهي من جهة ثانية منتشرة في كل صقع، وطالت فروعها الباسقة حتى عمت الأرض وامتدت للسماء. وهيمن جهة ثالثة مثمرة ترعاها عناية الله، تحقق أهدافها التي قامت من أجلها. كاملة، ويكون ثمرها مذاقا لكل قارىء أو راء أو سامع. وفقدان أي من هذه المواصفات الثلاثة يعني أننا لم نصل بعد إلى الكلمة الطيبة التي نريد.
السمة العشرون
ازدياد العدد والعدة
لقد كانت أول سرية أرسلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على رأس سبعة أشهر من مقدمه المدينة هي سرية حمزة بن عبد المطلب إلى سيف البحر يعترضون عيرا لقريش قد جاءت من الشام تريد مكة فيها أبو جهل في ثلاثمائة راكب.
وكان عدد أفراد هذه السرية ثلاثين راكبا، كلهم من المهاجرين.
وحين ينظر المرء إلى خطوات الجهاد الأولى التي ابتدأت بثلاثين راكبا ويلاحظ أنها ارتفعت وخلال خمس سنوات إلى ثلاثة آلاف جندي في غزوة الخندق، يلاحظ مدى التقدم الضخم الذي أحرزه الجيش الإسلامى في المدينة.
وملاحظة أخرى كذلك من حيث العدة.
فالخيل من أهم عناصر الحرب على الإطلاق، والخيل معقود في نواصيها