للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمجوس والذين أشركوا والذين ارتدوا. فهذه الفكرة لا تزعج أحدا من هؤلاء.

ولا نتحدث عن دعاة القومية المتطرفين الذين يرفضون حتى فكرة الإيمان بالله ليحافظوا على وحدة القاعدة الفكرية بينهم وبين الملحدين الشيوعيين في الأرض.

إن اللواء الأول واللواء الثاني يعنيان الردة الكاملة.

فاللواء الأول ردة إلى الجاهلية الوثنية قبل الإسلام.

واللواء الثاني ردة إلى الإلحاد الحديث في الأرض التي لا مثيل لها في تاريخ البشرية من قبل.

واللواءان يعنيان إلغاء الإسلام، والقرآن ورسالة الرسول - صلى الله عليه وسلم -.

السمة الرابعة

الدعوة عامة

وذلك في أول إعلان لهذا الدين في الأرض أعلنت فيه عالمية الدعوة:

(إني رسول الله إليكم خاصة، وإلى الناس عامة).

فليست رسالة محلية مرتبطة بمكان معين أو زمان محدد. إنما هي رسالة البشرية كافة ومن أجل هذا كانت اللبنات الأولى للدعوة تمثل هذه العالمية الشاملة, فصهيب سابق الروم وبلال سابق الأحباش وهذان كانا من أوائل من دخل في هذا الدين الذي لا يفرق بين عربي وأعجمي، ولا فضل فيه لأبيض على أسود إلا بالتقوى أو بعمل صالح.

وكان لهاتين القضيتين أكبر الخطر على المجتمع المكي الجاهلي:

القضية الأولى: قضية الوحدانية - لا إله إلا الله - وهي تعني نقض عقيدة المجتمع الجاهلي كله.

القضية الثانية: قضية المساواة في الأصل البشري وهي تعني نقض أكبر

<<  <  ج: ص:  >  >>