للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شيئا، احتجزت (١) ثم أخذت عمودا، ثم نزلت من الحصن إليه، فضربته بالعمود حتى قتلته. قالت: فلما فرغت منه، رجعت إلى الحصن، فقلت: يا حسان، انزل إليه فاسلبه، فإنه لم يمنعني من سلبه إلا أنه رجل؟ قال: ما لي بسلبه من حاجة يا ابنة عبد المطلب (٢)) (٣).

ز - في الدعوة إلى الله:

(أخبرنا عفان بن مسلم، حدثنا حماد بن سلمة عن ثابث أن أم سليم قالت: يا أبا طلحة ألست تعلم أن إلهك الذي تعبد، إنما هو شجرة تنبت من الأرض نجرها حبشي بني فلان؟ قال: بلى. قالت: أما تستحي تسجد لخشبة تنبت من الأرض نجرها حبشي بني فلان؟ قالت فهل لك أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأزوجك نفسي لا أريد منك صداقا غيره؟ قال لها: دعيني حتى أنظر. قالت، فذهب فنظر ثم جاء فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. قالت: يا أنس قم فزوج أبا طلحة (٤)) - وكان قد جاءها خاطبا. فما كان لها مهر إلا إسلامه.

السمة الثالثة والعشرون

عبقرية التخطيط القيادي

إننا ونحن نستعمل هذا التعبير عن العبقرية، لا يغيب عن ذهننا أننا أمام رسول رب العالمين الموحى إليه. {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى


(١) احتجزت: شددت وسطي.
(٢) السيرة النبوية لابن هشام ٣/ ٢٣٩.
(٣) تشير الرواية إلى أن حسان بن ثابت شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جبانا وقد أنكر بعض العلماء أن يكون حسان رضي الله عنه جبانا. ولو كان كذلك لهجي من خصومه شعراء قريش وعير بذلك، وحيث أن الحديث جاء بسند متصل حسن فاعتضد حديث ابن إسحاق. فعلل الأمر بأن حسانا كان في ذلك الوقت معتلا بعلة منعته من شهود القتال، مع أن الخوف يوم الأحزاب كان عاما في المسلمين، كما يقول الله تعال: {وإذا زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا} وما قصة حذيفة عنا بعيدة.
(٤) الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٨ ص ٤٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>