للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن إسحاق: (وحدثني بعض أهل العلم أن الصلاة حين افترضت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتاه جبريل وهو بأعلى مكة، فهمز له بعقبه في ناحية الوادي، فانفجرت منه عين فتوضأ جبريل ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينظر ليريه كيف الطهور، ثم توضأ رسول الله كما رأى جبريل، ثم قام به جبريل، فصلى به، وصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لصلاته، ثم انصرف جبريل عليه السلام، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خديجة فتوضأ لها ليريها كيف الطهور للصلاة كما أراه جبريل، فتوضأت كما توضأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم صلى بها رسول الله كما صلى به جبريل فصلت بصلاته (١).

وذكر بعض أهل العلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا حضرت الصلاة خرج إلى شعاب مكة، وخرج معه علي بن أبي طالب مستخفيا من عمه أبي طالب، ومن جميع أعمامه وسائر قومه، فيصليان الصلوات فيها، فإذا أمسيا رجعا فمكثا كذلك ما شاء الله أن يمكثا (٢).

السمة السابعة

معرفة قريش بخبر الدعوة

لم تكن قريش لتبني على هذه المعرفة شيئا أو تعيرها اهتاما. فقد كانت ظاهرة الحنفية منتشرة في المجتمع المكي. فزيد بن عمرو بن نفيل، وورقة بن نوفل، وأمية بن أبي الصلت. ولا تهتم مكة بمثل هذه الأحداث وهؤلاء الناس، طالما أنهم لا يتعرضون لعقائدها وأصنامها. فقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتحنث الليالي ذوات العدد قبل البعثة، ويجاور في غار حراء، ومع ذلك لا تجد قريش غضاضة في ذلك. وحسبت إن الإسلام مثل هؤلاء الحنفاء الذين


(١) السيرة النبوية لابن هشام ٢٦٠ - ٢٦١ وقد رواه ابن إسحاق مقطوعا ووصله الحارث بن أسامة بسنده إلى الزهري عن أسامة بن زيد عن ابنه.
(٢) وقد روى الإمام أحمد بسند حسن في مسنده ١/ ٩٩ ميمين، والحديث رقم ٧٧٦ ط الشيخ شاكر، هذا المعنى وخروج أبي طالب عليه ببطن نخله، وقال فيه، لقد صليت قبل أن يصلي الناس سبعا.

<<  <  ج: ص:  >  >>