للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول ابن إسحاق:

(ثم أسلم أبو بكر بن أبي قحافة .. وكان أبو بكر رجلا مألفا لقومه، محببا سهلا، وكان أنسب قرشي لقريش وأعلم قرشي بها وبما كان فيها من خير أو شر. وكان رجلا تاجرا ذا خلق ومعروف. وكان رجال قومه يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمر: لعلمه وتجارته، وحسن مجالسته. فجعل يدعو إلى الله وإلى الإسلام من وثق به من قومه من يغشاه ويجلس إليه.

فأسلم بدعائه عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله. فكان هؤلاء النفر الثمانية الدين سبقوا الناس بالإسلام، فصلوا، وصدقوا (١)).

لقد كانت الدعوة من خلال الثقة رغم أن رواد أبي بكر كثر، وممن يتوسم بهم الاستجابة لهذه الدعوة.

السمة الثالثة

العمل من خلال ثقافة الداعية ومركزه الاجتماعي

وهي تعقيب على ما سبق ذكره من مواصفات شخصية أبي بكر رضي الله عنه، وكونه أقدر الدعاة على التأثير آنذاك. ونستطيع أن نتعرف على مواصفات هذه الشخصية من العناصر التالية:

أ - خلقه: كان رجلا مألفا لقومه، محبا سهلا.

ب - ثقافته: كان أنسب قرشي لقريش وأعلم قرشي بها، وبما كان فيها من خير وشر.

ح - مركزه الاجتماعي وعمله: وكان رجلا تاجرا .. وكان رجال قومه يألفونه لغير واحد من الأمر. علما بأن أبا بكر من حيث الحسب والنسب هو من


(١) السيرة النبوية لابن هشام ص ٢٦٧ - ٢٦٩. ج ١ ط دار إحياء التراث العربي - لبنان، تحقيق السقا وزملائه.

<<  <  ج: ص:  >  >>