للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأولى: إعدام خمسة ممن اتهموا بحادثة الكلية الفنية.

الثانية: إعدام مجموعة شكري مصطفى وإخوانه.

ولم يشهد عهد الحكام المتعاقبين إعداما إلا لقادة الاتجاه الإسلامي.

السمة السابعة عشرة

عبقرية التخطيط البشري في الهجرة

أ - مبيت علي رضي الله عنه في فراشه:

(.. فأتى جبريل عليه السلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: لا تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه. فلما كانت عتمة من الليل اجتمعوا على بابه يرصدونه حتى ينام فيثبون عليه، فلما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكانهم فقال لعلي بن أبي طالب، نم على فراشي، وتسج ببردي هذا الحضرمي الأخضر فنم فيه فإنه لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم. وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينام في برده ذلك إذا نام (١)).

فلقد كان أمر الله تعالى لرسوله أن لا ينام على فراشه، وكان تصرف النبي عليه الصلاة والسلام بنوم علي على فراشه وتسجيه ببرده جزءا من مسؤولية القائد في إنجاح خطته، وذلك بالتمويه والتعمية على عدوه. وقد نجحت هذه الجزئية في التمويه نجاحا تاما رغم الاحتمالات الكبيرة لكشفها. فلقد قال لهم الرجل الذي رأى محمدا خارجا من بيته: خيبكم الله، قد والله خرج عليكم محمد، ثم ما ترك منكم رجلا إلا وقد وضع على رأسه ترابا أفما ترون ما بكم؟. فوضع كل رجل منهم يده على رأسه فإذا عليه تراب، ثم جعلوا يتطلعون فيرون عليا على الفراش متسجيا ببرد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيقولون: والله إن هذا لمحمد نائما عليه برده، فلم يبرحوا كذلك حتى أصبحوا. فقام علي رضي الله عنه عن الفراش فقالوا: والله لقد كان صدقنا الذي حدثنا.

ورغم ثقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحماية ربه له. فهذا لم يمنعه من أن يأخذ


(١) تهذيب سيرة ابن هشام ص ١١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>