للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تصبح الصلاة في المساجد موطن خطر على النفس أو الروح أو المال. فيمكن أن تتم صلاة جماعية مصغرة في أماكن لقاءات الإخوة.

إنه لا بد من الصلاة التي تصل الإنسان بخالقه، ولا خير في دين لا صلاة فيه (١) - كما يقول عليه الصلاة والسلام، وبين العبد وبين الكفر ترك الصلاة (٢).

السمة التاسعة

التركيز على الجانب الروحي

فلا شيء أكبر أثرا في النفس في مرحلة البناء من التركيز على العبادة والطاعة والنوافل. فهي التي تصل القلب بالله، وتجعله أكبر من المحنة، وأعصى على الفتنة، وأثبت على الحق.

إنها مرحلة العبادة والتبتل وقيام الليل وناشئته.

فقد روى البزار عن محمد بن عقيل بن جابر قال: اجتمعت قرش في دار الندوة فقالوا: سموا هذا الرجل أسما يصد الناس عنه فقالوا: كاهن. قالوا: ليس بكاهن. قالوا: مجنون. قالوا: ليس بمجنون، قالوا: ساحر، قالوا: ليس بساحر. فتفرق المشركون على ذلك فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فتزمل في ثيابه وتدثر فيها، فأتاه جبريل عليه السلام فقال: يا أيها المزمل، يا أيها المدثر .. (٣).

كما روى الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها قولها:

إن الله افترض قيام الليل في أول هذه السورة. فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه حولا حتى انتفخت أقدامهم، وأمسك الله خاتمتها في السماء اثني عشر شهرا ثم أنزل الله التخفيف في آخر هذه السورة فصار قيام الليل تطوعا


(١) ابن هشام، وفد ثقيف ج ٤/ ١٣٧. دار الجيل.
(٢) رواه مسلم.
(٣) مختصر تفسير ابن كثير سورة المزمل ج ٣ ص ٥٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>