للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضرب الثالثة فقال: بسم الله، فقطع بقية الحجر. فقال: الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني (١). لقد بشر عليه الصلاة والسلام بذلك، والمسلمون يكادون يهلكون جوعا فلم يذوقوا منذ ثلاثة أيام ذواقا، والعدو مصبحهم وممسيهم، وتتناسب البشائر مع مراحل المعركة.

فالبشارة الأولى في أول لقاء مع العدو، منصبة على مصرع كبار قادته، وانتصار في معركة على وشك أن تقع.

والبشارة الثانية بعد خسارة ضخمة في معركة مع هذا العدو، تؤكد أن النصر سيكون على هذا العدو في نهاية المطاف، مهما امتدت المعارك، فستعود الكعبة للمسلمين وينتهي الوجود الوثني في جزيرة العرب.

والبشارة الثالثة قريب هجوم يود استئصال شأفة المسلمين وإبادة خضرائهم. بأن النصر سيتجاوز حدود معركة قائمة. وسيتجاوز حدود أرض العرب، وعدو محدد بل سيشمل الأرض كلها حيث يقبع العدو في الشام وفارس واليمن. في الشمال والشرق والجنوب. وستدين الأرض كلها لله.

السمة الثامنة عشرة

عمليات الاغتيال وأثرها في بث الرعب في صفوف العدو

عاد المسلمون من بدر، ولا يزال بعض المتحدين للإسلام يجاهرون في عدائه (وكانت عصماء بنت مروان تحث يزيد بن زيد الخطمي، وكانت تؤذي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتعيب الإسلام، وتحرض على النبي - صلى الله عليه وسلم - وقالت شعرا، فنذر عمير بن عدي بن الخطمي، لئن رد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بدر إلى المدينة ليقتلنها. فلما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بدر جاءها عمير ليلا حتى دخل عليها بيتها، ووضع سيفه في صدرها حتى أنفذه من ظهرها، وأتى فصلى الصبح مع


(١) سنن النسائي ٢/ ٥٦، وأحمد في مسنده، واللفظ ليس للنسائي.

<<  <  ج: ص:  >  >>