لم يكن إذا لملاحظة قريش بعض هذه الظواهر الغريبة، ما يثير غضبها طالما أن القوم مكتفون بأنفسهم. منكفئون على ذواتهم، فكل امرىء حر أن يعبد الله كما يشاء. طالما أن الدين عقيدة في القلب، وعبادة في المعبد. ولا يتدخل في شؤون الحياة.
ومن هنا نفهم سر المهادنة التي نراها أحيانا بين الحكومات الطاغية وبعض المثدينين من المسلمين، الذين يكتفون من الإسلام بالعقيدة في الضمير والعبادة في المسجد. إذ هؤلاء لا يدخلون الإسلام في شؤون الحياة، وبالتالي فلا تهابهم الطغاة.
السمة الثامنة
المعايشة بين المسلمين وغيرهم
لم نسمع في هذه المرحلة عن أي صدام وقع بين هذا المجتمع الإسلامي الناشىء وبين المجتمع الجاهلي، فالفكرة غير معلنة إلا لمن يرجى انضمامه لهذا التجمع الإسلامي القائم. وليست الدعوة المعلنة هدفا قائما فيها. بل لا يتدخل المسلمون بأي شأن من شؤون غيرهم في نقد أو مواجهة أو مخالفة ظاهرة. والأصل أن لا تظهر المخالفة في شيء. إلا في حالة اضطرارية قاهرة. فلا بد من المحافظة على السرية التامة للتنظيم والفكرة.
السمة التاسعة
التركيز على بناء العقيدة
وحيث إن العتيدة الكافرة الطاغية قد ملأت على الناس حياتهم. فلا بد من تصحيح هذه العقيدة وبناء العقيدة السليمة بشكل هادىء. لأن