المفاوضات المباشرة بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقريش - الحلول السلمية
وقد أخذت طابعا فرديا، وطابعا جماعيا:
أما الطابع الفردي: فقد تم على يد زعيمين يمثلان قوة قريش المتكافئة.
الأول الوليد بن المغيرة زعيم بني مخزوم وحلفائها. وأما الثاني فعتبة بن ربيعة زعيم بني أمية وجلفائها. ولندع الطابع الفردي لنقف مع الخطوط العامة للمفاوضات التي تمت بين قيادة قريش، وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. (ثم إن أشراف قريش من كل قبيلة وهم عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبو سفيان بن حرب، والنضر بن الحارث، وأبو البختري بن هشام، والأسود بن المطلب، وزمعة بن الأسود، والوليد بن المغيرة، وأبو جهل بن هشام، وعبد الله بن أبي أمية، والعاصي بن وائل، ونبيه ومنبه ابنا الحجاج السهميان وأمية بن خلف ومن اجتمع إليهم، قال: اجتمعوا عند غروب الشمس عند ظهر الكعبة، ثم قال بعضهم لبعض، ابعثوا إلى محمد فكلموه وخاصموه حتى تعذروا فيه، فبعثوا إليه: أن أشراف قومك قد اجتمعوا إليك ليكلموك فأتهم، فجاءهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سريعا وهو يظن أنه قد بدا لهم فيما كلموه بدءا. وكان عليهم حريصا يحب رشدهم، ويعز عليه عنتهم، حتى جلس إليهم، فقالوا:
يا محمد إنا وقد بعثنا إليك لنكلمك، وإنا والله لا نعلم رجلا من العرب أدخل على قومه ما أدخلت على قومك، لقد سببت الآباء، وعبت الدين، وشتمت الآلهة، وسفهت الأحلام، وفرقت الجماعة فما بقي من قبيح إلا قد جئته فيما بيننا وبينك - أو كما قالوا له - وإن كنت إنما جئت بهذا الحديث تطلب به مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا، وإن كنت تطلب به الشرف فينا فنحن نسودك علينا، وإن كنت تريد ملكا ملكناك، وإن كان الذي يأتيك رئيا تراه قد غلب عليك - وكانوا يسمون التابع من الجن