للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيس بن الخطيم، وأبو الحيسر أنس بن أبي رافع، وقد اقتص الواقدي أخبار هذه القبائل قبيلة قبيلة، ويقال أنه - صلى الله عليه وسلم - بدأ كندة فدعاهم إلى الإسلام، ثم أتى كلبا، ثم بني حنيفة، ثم بني عامر وجعل يقول: من رجل يحملني إلى قومه فيمنعني حتى أبلغ رسالة ربي، فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ رسالة ربي؟ هذا وعمه أبو لهب وراءه يقول للناس، لا تسمعوا منه فإنه كذاب (١)).

إنها دعوة صريحة طلب الحماية من القبائل العربية لتبليغ دعوة الله عز وجل، ويفهم من هذه الدعوة أنه ليس من الضروري أن تسلم القبيلة، إنما المطلوب هو أن تؤمن الحماية اللازمة له لتبليغ دعوة الله عز وجل كما أن الذين هيأوا له الحماية من قبل لم يكونوا مؤمنين جميعا. بل كان أبو طالب على رأسهم ولم يدخل في الدين الجديد والقبائل التي عرض عليها الإسلام، وطلب منها النصرة في العام الحادي عشر وبعد هي: بنو عامر، وشيبان بن ثعلبة، وبنو كلب، وبنو حنيفة، وبنو كندة. أما بنو حنيفة فلم يكن أقبح ردا منهم. وأما بنو كلب فقد أتى بطنا منهم وقال لهم: إن الله قد أحسن اسم أبيكم. فلم يقبلوا منه ما عرض عليهم، وأما بنو كندة فلم يقبلوا منه كذلك، وبقي لدينا بنو عامر بن صعصعة، وبنو شيبان بن ثعلبة، وهما بيت القصيد في هذه الفقرة.

قال ابن إسحاق: (.. وأنه أتى بني عامر بن صعصعة فدعاهم إلى الله عز وجل، وعرض عليهم نفسه فقال رجل منهم يقال له بيحرة بن فراس، والله لو أني أخذت هذا الفتى من قريش لأكلت به العرب، ثم قال له: أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك ثم أظهرك الله على من خالفك أيكون لنا الأمر من بعدك؟

قال: الأمر إلى الله - صلى الله عليه وسلم - ضعه حيث يشاء.

فقال له: أفنهدف نحورنا للعرب دونك فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا لا حاجة لنا بأمرك! فأبوا عليه (٢)).


(١) إمتاع الأسماع ج ١ ص ٣٠ - ٣١.
(٢) السيرة النبوية لابن هشام ج ٢ ص ٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>