للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليس عند القيادة ثمنان، ليس عند الله تعالى الذي نبايعه ثمن في هذه الظروف إلا الجنة كما نطق رسوله بذلك. أما النصر فقد لا نكون نحن أصحابه، قد نكون نحن جيل الشهادة. إن النصر قادم لا محالة، لكن لنا؟!. لا ندري. إن الوعد الذي قطعه الله تعالى على نفسه لمن وفى بهذه الالتزامات هو الجنة، وهو الوعد الذي رضيه الله تعالى لرسوله أن يعطيه باسمه. وأما النصر فهبة ربانية تأتي في الموعد الذي يختاره جل شأنه لدعوته.

أما من نصر موهوم يقوم على أكتاف عدو الله - صلى الله عليه وسلم -قدمه لنا، أو نصر حالم يقوم على أكتاف مساندة الكفار الحلفاء لنا، فنحن واهمون، ولسنا مدركين طبيعة المعركة التي نخوضها، وإن تحققه دون أن نلتزم بقواعد هذه الشريعة. فالمعركة - والعياذ بالله - كلها خاسرة.

إنه قبل أن تقوم دولة الإسلام على الأرض، فلا وعد عند الله تعالى إلا الجنة للجيل الذي يحمل اللواء لحرب الأحمر والأسود من الناس.

٣ - (فقالوا: ابسط يدك. فبسط يده فبايعوه.

وقالوا: ربح البيع لا نقيل ولا نستقيل. وقالوا: يا أسعد أمط لنا يدك فوالله لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها).

(قال جابر: فقمنا إليه رجلا رجلا فأخذ علينا البيعة يعطينا بذلك الجنة). وأما بيعة المرأتين اللتين شهدتا الوقعة، فكانت قولا، ما صافح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - امرأة أجنبية قط.

وقبل المفاوضون بالبيعة، وبايعوه جميعا دون أن يتخلف أحد، حتى المرأتان بايعتا بيعة الحرب. وصدقتا عهدهما، فلقد سقطت أم عمارة في أحد جريحة في جسدها اثنا عشر جرحا، وقد قطع مسيلمة الكذاب ابنها إربا إربا، فما وهنت وما استكانت وتحولت النسوة في هذه البيعة إلى رجال يقاتلن ويبايعن على قتل أشرافهن، وحرب الأحمر والأسود من الناس.

<<  <  ج: ص:  >  >>