للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال نافع بن جبير سمعت رجلا من المهاجرين يقول: شهدت أحدا فنظرت إلى النبل يأتي من كل ناحية ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسطها، كل ذلك يصرف عنه، ولقد رأيت عبد الله بن شهاب الزهري يقول يومئذ: دلوني على محمد، فلا نجوت إن نجا، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى جنبه، ما معه أحد، ثم جاوزه، فعاتبه في ذلك صفوان، فقال: والله ما رأيته، أحلف بالله إنه منا ممنوع، فخرجنا أربعة فتعاهدنا وتعاقدنا على قتله، فلم نخلص إلى ذلك (١).

سهم سعد: وفي مغازي الأموي أن المشركين صعدوا على الجبل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لسعد: أجنبهم - يقول: أرددهم - فقال: كيف أجنبهم وحدي؟. فقال ذلك ثلاثا، فأخذ سعد سهما من كنانته، فرمى به رجلا فقتله، قال: ثم أخذت سهمي أعرفه فرميت به آخر، فقتلته، ثم أخذته أعرفه فرميت به آخر فقتلته، فهبطوا من مكانهم، فقلت: هذا سهم مبارك، فجعلته في كنانتي، فكان عند سعد حتى مات، ثم كان عند بنيه (٢).

من المعجزات في الخندق

في حفر الخندق: (إنا يوم خندق نحفر فعرضت علينا كدية شديدة فجاؤوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: هذه كدية عرضت في الخندق. فقال: أنا نازل، ثم قام وبطنه معصوب بحجر - ولبثنا ثلاثة لا نذوق ذواقا - فأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - المعول فضرب، فعاد كثيبا أهيل أو أهيم (أي صار رملا لا يتماسك (٣)).

وقال البراء: لما كنا يوم الخندق عرضت لنا في بعض الخندق صخرة لا تأخذ منها المعاول. فاشتكينا ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاء وأخذ المعول فقال:


(١) المصدر نفسه عن زاد المعاد، ٢/ ٩٧.
(٢) المصدر نفسه عن زاد المعاد ٢/ ٩٥. ولقد رأيت بأم عيني قوس سعد وسهمه ضمن حاجز زجاجي في بيت خرب في المدينة المنورة عام ١٤٩٣. ولعل الدار هدمت بعد ذلك وهي قريبة من المسجد النبوي.
(٣) المصدر نفسه عن البخاري ٢/ ٥٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>