للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى محمد رسول الله من النجاشي أصحمة سلام عليك يا نبي الله ورحمة الله وركاته الله الذي لا إله إلا هو أما بعد:

فقد بلغني كتابك يا رسول الله فيما ذكرت من أمر عيسى، فورب السماء والأرض إن عيسى لا يزيد على ما ذكرت تفروقا، إنه كما قلت، وقد عرفنا ما بعثت به إلينا وقد قرينا ابن عمك، وأصحابك فأشهد أنك رسول الله صادقا مصدقا وقد بايعتك، وبايعت ابن عمك، وأسلمت على يديه لله رب العالمين.

وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد طلب من النجاشي أن يرسل جعفرا ومن معه من مهاجري الحبشة، فأرسلهم في سفينتين مع عمرو بن أمية الضمري، فقدم بهم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو بخيبر، توفي النجاشي هذا في رجب سنة تسع من الهجرة بعد تبوك ونعاه النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم وفاته وصلى عليه صلاة الغائب، ولما مات وتخلف على عرشه ملك آخركب إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - كتابا آخر ولا ندري هل أسلم أم لا؟

٢ - الكتاب إلى المقوقس ملك مصر:

وكتب النبي إلى جريح بن متى الملقب بالمقوقس ملك مصر والاسكندرية: (بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد عبد الله ورسوله إلى المقوقس عظيم القبط، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد، فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم أهل القبط {يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا، ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون}.

واختار لحمل هذا الكتاب حاطب بن أبي بلتعة، فلما دخل حاطب على المقوقس قال له: إنه كان قبلك رجل يزعم أنه الرب الأعلى، فأخذه الله نكال الآخرة والأولى فانتقم به ثم انتقم منه، فاعتبر بغيرك، ولا يعتبر غيرك بك.

فقال المقوقس: إن لنا دينا لن ندعه لما هو خير منه.

فقال حاطب: ندعوك إلى دين الإسلام الكافي به الله فقط ما سواه، إن هذا النبي دعا الناس فكان أشدهم عليه قريش، وأعداهم له اليهود، وأقربهم منه النصارى، ولعمري ما بشارة موسى بعبسى إلا كبشارة عيسى بمحمد، وما دعاؤنا إياك إلى القرآن إلا كدعائك أهل التوراة إلى الانجيل، فكل نبي أدرك قوما فهم أمته فالحق عليهم أن يطيعوه، وأنت ممن أدركه هذا النبي

<<  <  ج: ص:  >  >>