للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشجرة وهم ألف وأربعمائة ... وقد قام المنافقون يعملون لليهود فقد أرسل رأس المنافقين عبد الله بن أبي إلى يهود خيبر، إن محمدا قصد قصدكم وتوجه إليكم فخذوا حذركم. ولا تخافوا منه، فإن عددكم وعدتكم كثيرة، وقوم محمد شرذمة قليلون، عزل لا سلاح معهم إلا قليل، فلما علم ذلك أهل خيبر، أرسلوا كنانة بن أبي الحقيق، وهوذة بن قيس إلى غطفان يستمدونهم لأنهم كانوا حلفاء يهود خيبر، ومظاهرين لهم على المسلمين وشرطوا لهم نصف ثمار خيبر إن هم غلبوا على المسلمين.

الجيش الإسلامي إلى أسوار خيبر: بات المسملون الليلة الأخيرة التي بدأ في صباحها القتال قريبا من خيبر، وإلا تشعر بهم اليهود، وكان النبي. - صلى الله عليه وسلم - إذا أتى قوما بليل لم يقربهم حتى يصبح، فلما أصبح صلى الفجر بغلس، وركب المسلمون فخرج أهل خيبر بمساحيهم ومكاتلهم ولا يشعرون بل خرجوا لأرضهم فلما رأوا الجيش قالوا: محمد، والله محمد والخميس ثم رجعوا هاربين إلى مدينتهم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -، الله أكبر خربت خيبر -الله أكبر خربت خيبر. إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين (١) ..

التهيؤ للقتال وحصون خيبر: ولما كانت ليلة الدخول قال: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فلما أصبح غدوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كلهم يرجو أن يعطاها فقال: أين علي بن أبي طالب. فقالوا: يا رسول الله هو يشتكي عينيه قال: فأرسلوا إليه، فبصق رسول الله في عينيه ودعا له فبرىء، كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية فقال: يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا، قال: انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم (٢).

وكانت خيبر منقسمة إلى شطرين:

شطر فيها خمسة حصون:

١ - حصن ناعم،

٢ - حصن الصعب بن معاذ،

٣ - حصن قلعة الزبير،

٤ - حصن أبي،

٥ - حصن النزار.

والحصون الثلاثة الأولى تقع في منطقة يقال لها النطاة، وأما الحصنان الآخران فيقعان في منطقة تسمى الشق.

أما الشطر الثاني ويعرف بالكتيبة ففيه ثلاثة حصون فقط

١ - حصن القموص (وكان حصن بني أبي الحقيق من بني النضير)

٢ - حصن الوطيح

٣ - حصن السلالم.

وفي خيبر حصون وقلاع غير هذه الثمانية، إلا أنها كانت صغيرة لا تبلغ إلى درجة هذه القلاع في مناعتها وقوتها والقتال المرير إنما دار في الشطر الأول منها، أما الشطر الثاني فحصونها الثلاثة مع كثرة المحاربين فيها سلمت دونما قتال.


(١) صحيح البخاري ٢/ ٦٠٣، ٦٠٤ باب غزوة خيبر.
(٢) صحيح البخاري، الباب نفسه ص٥٠٥ و ٥٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>