للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأقاموا بأموالهم (١). وكتب لهم بذلك كتابا وهاك نصه: هذا كتاب محمد رسول الله لبني عاديا إن لهم الذمة، وعليهم الجزية، ولا عداء ولا جلاء الليل مد، والنهار رشد، وكتب خالد بن سعيد.

العود إلى المدينة:

ثم أخذ رسول الله في العودة إلى المدينة وفي مرجعه ذلك سار ليلة، ثم نام في آخر الليل ببعض الطريق وقال لبلال: اكلأ لنا الليل فغلبت بلالا عيناه، وهو مستند إلى راحلته، فلم يستيقظ أحد - صلى الله عليه وسلم - حتى ضربتهم الشمس، وأول من استيقظ بعد ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم خرج من ذلك الوادي، وتقدم صلى الفجر بالناس، وقيل: إن هذه القصة في غير هذا السفر (٢).

وبعد النظر في تفصيل معارك خيبر يبدو أن رجوع النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في أواخر صفر أو في ربيع الأول سنة ٧ هـ) (٣).

أمر الأسود الراعي في حديث خيبر:

قال ابن إسحاق:

وكان من حديث الأسود الراعي فيما بلغني: أنه أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو محاصر لبعض حصون خيبر، ومعه غنم له، كان فيها أجيرا لرجل من يهود فقال: يا رسول الله: اعرض علي الإسلام، فعرضه عليه، فأسلم- وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يحقر أحدا أن يدعوه إلى الإسلام ويعرضه عليه، فلما أسلم قال: يا رسول الله، إني كنت أجيرا لصاحب هذه الغنم، وهي أمانة عندي، فكيف أصنع بها؟ قال: اضرب في وجوهها فإنها ستريع إلى ربها - أو كما قال- فقام الأسود فأخذ حفتة من الحصى، فرمى بها في وجوهها، وقال: ارجعي إلى صاحبك فوالله لا أصحبك أبدا، فخرجت مجتمعة كأن سائقا يسوقها، حتى دخلت الحصن ثم تقدم إلى ذلك الحصن ليقاتل مع المسلمين، فأصابه حجر فقتله، وما صلى لله صلاة قط فأتى به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فوضع خلفه، وسجي بشملة كانت عليه، فالتفت إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومعه نفر من أصحابه، ثم أعرض عنه، فقالوا: يا رسول الله، لم أعرضت عنه؟ قال: إن معه الآن زوجتيه من الحور العين. قال ابن إسحاق:

وأخبرني عبد الله بن أبي نجيح أنه ذكر له: أن الشهيد إذا ما أصيب تدلت له زوجتاه من الحور العين عليه تتفضان التراب عن وجهه، وتقولان: ترب الله وجه من تربك، وقتل من


(١) نفس المصدر ٢/ ١٤٧.
(٢) ابن هشام ٢/ ٣٤٠ زاد المعاد ٢/ ١٤٧.
(٣) الرحيق المختوم بتصرف من ص ٤١٢ - ٤٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>