للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة ..} إلى قوله {قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده ..} (١) إلى آخر القصة.

خروج الرسول في رمضان: قال ابن إسحاق: وحدثني محمد بن مسلم بن شهاب الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن عبد الله بن عباس قال: ثم مضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لسفره واستخلف على المدينة أبا رهم كلثوم بن الحصين بن عتبة بن خلف الغفاري وخرج لعشر مضين من رمضان فصام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصام الناس معه، حتى إذا كان بالكديد بين عسفان وأمج أفطر، ثم مضى حتى نزل مر الظهران في عشرة آلاف من المسلمين فسبعت سليم، وبعضهم يقول: ألفت، وألفت مزينة، وفي كل القبائل عدد وإسلام، وأوعب مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المهاجرون والأنصار فلم يتخلف عنه منهم أحد فلما نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر الظهران، وقد عميت الأخبار عن قريش، فلم يأتهم خبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا يدرون ما هو فاعل، وخرج في تلك الليالي أبو سفيان بن حرب، وحكيم بن حزام، وبديل بن ورقاء يتحسسون الأخبار، وينظرون هل يجدون خبرا أو يسمعون به، وقد كان العباس بن عبد المطلب لقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببعض الطريق.

هجرة العباس: قال ابن هشام: لقيه بالجحفة مهاجرا بعياله، وقد كان قبل ذلك مقيما بمكة على سقايته، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنه راض، فيما ذكر ابن شهاب الزهري.

إسلام أبي سفيان بن الحارث وعبد الله بن أمية: وقد كان أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة قد لقيا رسول الله أيضا بنيق العقاب فيما بين مكة والمدينة فالتمسا الدخول عليه، فكلمته أم سلمة فيهما، فقالت: يا رسول الله ابن عمك وابن عمتك وصهرك، قال: لا حاجة لي بهما، أما ابن عمي فقد هتك عرضي، وأما ابن عمتي وصهري فهو الذي قال لي بمكة ما قال، قال: فلما خرج الخبر إليهما بذلك، ومع أبي سفيان بنيا له. فقال: والله ليأذنن لي أو لآخذن بيدي بني هذا، ثم لنذهبن في الأرض حتى نموت عطشا وجوعا فلما بلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رق لهما ثم أذن لهما فأسلما.

قصة إسلام أبي سفيان على يد العباس: فلما نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر الظهران، قال العباس بن عبد المطلب: فقلت: واصباح قريش والله لئن دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة عنوة قبل أن يأتوه فيستأمنوه؛ إنه لهلاك قريش إلى آخر الدهر قال: فجلست على بغلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البيضاء، فخرجت عليها، قال: حتى جئت الأراك، فقلت: لعلي أجد بعض الحطابة أو صاحب لبن أو ذا


(١) الآيات من أوائل سورة الممتحنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>