لأنَّ إرادةَ الإنسانِ من صفاتِهِ، هو الذي يريدُ، العبدُ مخلوقٌ، فإذا كان مخلوقًا، كانت صفاتُهُ أيضًا مخلوقةً ولا بُدَّ، فإرادتُهُ مخلوقةٌ للهِ باعتبارِ أنك أنت مخلوقٌ وصِفَةُ المخلوقِ مخلوقةٌ.
أرأيتُم لو أن اللهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ هذا الخَلْقَ، وأَرْسَلَ الرُّسُلَ، وأَنْزَلَ الكتبَ، وفَرَضَ الجهادَ، وكان هذا يَقْتُلُ هذا على دينِ اللهِ ويغنمُ مالَه ويُسبي نساءَهُ، ثم تكونُ المسألةُ عائدةً إلى أن نكونَ رِممًا لا نُبعثُ، ويكونُ هذا العملُ عبثًا يُنَزَّهُ اللهُ عنه، ولولا إيمانُنا باليومِ الآخِرِ؛ لكان القويُّ منا يأكلُ الضعيفَ؛ لأنَّه لا يرجو حسابَهُ، ولكن العقلَ يقتضي ويوجِبُ الإيمانَ باليومِ الآخِرِ.