للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإضلالُ والهدايةُ بيدِ اللهِ فلنرْجِعْ إليه.

الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: تَحَسُّرُ وذُلُّ الظَّالمين إذا رأوُا العذابَ؛ لقولِهِ: {وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ} [الشُّورَى: ٤٤]، تَحَسُّرُهُم بقولهِم: {هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ}؛ لأنَّ هذا تَمَنٍّ.

الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: أنَّ هؤلاء الظَّالمين يُعْرَضُون على النَّارِ على أَكْمَلِ ذُلٍّ، وأخزى حالٍ خاشعين؛ أي: ذليلين خائفين من الذُّلِّ.

الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: أنَّ المُسْتكْبِرِين على الحقِّ المعانِدِين يُجازَوْنَ بعقابٍ يناسبُ مَعْصِيَتَهُم، وجْهُ ذلك أنَّهم يُعْرَضُون على النَّارِ خاشعين ذليلين، ومعلومٌ أنَّ العقوبةَ بالذُّلِّ مناسِبَةٌ للمعصيةِ بالإستكبارِ.

الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: أنَّ الظَّالمِين يَلْحَقُهم الذُّلُّ ظاهرًا وباطنًا: الباطنُ في قولِهِ: {خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ}. والظَّاهرُ في قولِهِ: {يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ}.

الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ: تَحَدَّثَ الَّذين آمنوا بِنِعَمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ لقولِهِ: {وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ} فكأنَّهم يُثْنُونَ على اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بكوْنِهم رَبِحُوا دنياهم وأخراهم.

الْفَائِدَةُ التَّاسِعَةُ: أنَّ العاصيَ قد خَسِرَ نَفْسُه، وعلى حَسَبِ مَعْصِيَتِه تَكُونُ الخَسارةُ؛ لأنَّه لم يَسْتَفِدْ من وُجُودِه في الدُّنيا شيئًا، ويتفرَّعُ على هذا أنَّه ينبغي للإنسانِ أن يُحَاسِبَ نَفْسَه ويَنْظُرَ ماذا صَنَعَ فإن رأى أنَّه قد ملأَ زَمَنَه من الخيْرِ المقصودِ والوسيلةِ، فَلْيَحْمَدِ اللهَ، وإن رأى أنَّه أضاعه فَلْيُسْتَعْتَبْ؛ يُؤْخَذُ ذلك من قولِهِ: {إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ}.

<<  <   >  >>