للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وسلَّمَ ليس حفيظًا على الأمَّةِ لا في حياتِهِ ولا بَعْدَ مماتِه، وعلى هذا فلا يُستغاثُ به بعد موتِه ولا يُطْلَبُ منه الهدايةُ، وإنَّما الهدايةُ من عند اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.

الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: وجوبُ الإبلاع ولم يُبَيِّنِ اللهُ تعالى الوسيلةَ للإبلاغِ، فنقولُ: كلُّ وسيلةٍ للإبلاغِ فهي واجبةٌ، والوسائلُ لها أحكامٌ ومقاصدُ، فيما سبق الإبلاغُ محصورٌ يُبَلِّغُ الإنسانُ أهْلَ بَلَدِه ومن يَفِدُ إليها من النَّاسِ، الآن يُمْكِنُه أن يُبَلِّغَ العالَمَ كلَّه، وحينئذٍ نسألُ: لو أنَّ شخصًا أراد أن يَجْعَلَ له صفحةً في الإنترنتِّ فإنه يجوزُ، بالرغمِ من أنَّ الإنترنتَّ فيها أغانٍ وفيها مصائبُ، لكنَّه لا دَخْلَ له في ذلك، فإذا صار قبله أغنيَّةٌ وبعده أغنيَّةٌ، لا يَضُرُّهُ عملُ عاملٍ، ولو قلنا: قبله أغنيَّةٌ ويُفْتَتَحُ بالأغاني ويُخْتتمُ بالأغاني، أليس له داعٍ أن يُبَلِّغَ؟

الجوابُ: لا، بَل يُبَلِّغُ حتَّى لو قبله أغنيةٌ وبعده أغنيةٌ؛ لأنَّ الأغنيَّةَ قَبْله وبعده ليست من فِعْلِه، هذا من فِعْلِ من يَتَصَرَّفُ في هذهْ المحطَّةِ، لكن لا يجوزُ أن نَتْرُكَ الدَّعوةَ إلى الحقِّ لأنَّ في هذه الإذاعةِ مثلًا أو المحطةِ؛ لأنَّ فيها سيئةً، هذا غيرُ صحيحٍ، ونظريَّةٌ قاصرةٌ، زَاحِمْ أهْلَ الباطِلِ حتَّى يَتَبَيَّنَ الحقُّ ولا يَضَرُّكُ إذا أَدْخَلوا فيها أشياءَ مُنْكَرةً.

بعضُ النَّاسِ مثلًا يقولُ لنا أو لغَيْرِنا: لا تَدْخُلُوا الإنترنتَّ لا تتدخلوا فيها، كيف تدخلون فيها وفيها الأغاني وفيها البلايا وفيها .. ! ! ونقول: لا يصحُّ هذا، أيُّما أوْلى أن نَدْخُلَ في هذا المضمارَ لعلَّ اللهَ يَهْدي بنا واحدًا من النَّاسِ، أو أن نَدَعَ المجالَ لأهْلِ الشَّرِّ؟

الجوابُ: الأوَّلُ بلا شكٍّ أَحْسَنُ.

<<  <   >  >>