للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أباه كان يجالس المتفقه ويسأل اللَّه أن يرزقه ابنًا فقيهًا ويجالس الوعَّاظ ويسأل اللَّه أن يرزقه ابنا واعظًا فاستجيب له في محمد وأحمد، إشتغل على الإمام وغيره ورحل، وكان الإمام ينحصر من تصانيفه وأنه لما صنف "المنخول" عرضه عليه فقال: دنفس وأنا حى فهلا صبرت حتى أموت، لأن كتابك غطَّى على كتابى. ولى تدريس النظامية ثم خرج عما هو فيه إلى طريق التصوف واستوطن دمشق عشر سنين، وصنف الإحياء. اجتمع بالشيخ نصر المقدسى ثم انتقل إلى القدس ثم إلى مصر والإسكندرية ثم عاد إلى طوس، وكان جامعًا للفنون وصنف فيها إلا النحو فإنه لم يكن فيه بذاك وإلا الحديث فإنه كان يقول: أنا مزحى البضاعة منه، ثم طُلب إلى تدريس النظامية فأجاب محتسبًا فيه الخير والإفادة ونشر العلم فأقام يده على ذلك، ثم تركه وأقبل على لزوم داره وابتنى خانقاه إلى جواره ولزم تلاوة القرآن والإشتغال بالحديث فسمع البخارى وبعض سنن أبى داود ولو طالت مدته لبرز فيه لكن عجلته المنية فمات سنة خمس وخمسمائة عن خمس وخمسين سنة، ودفن بمقبرة الطائران، ومن مصنفاته المشهورة "البسيط"، و"الوسيط"، و"الوجيز"، و"الخلاصة"، و"الإحياء"، و"المستصفى"، و"المنخول"، و"اللباب"، و"بداية الهداية"، و"كيمياء السعادة"، و"الماحة" وغيرها، وقد تكلم على الإحياء جماعة منهم أبو بكر بن العربى والمازرى والطرطوسى أبو بكر محمد بن الوليد، وقد أوضحت ترجمته في كتاب "تذكرة الأحبار عما في الوسيط من الأخبار" فسارع إليه ترشد وباللَّه التوفيق، ومن شعره ما أنشده ابن السمعانى في ذيله:

"حلت عقاب صدغه في خده قمرًا فجل به عن الشبيه ... ولقد عهدناه يحل ببرحها فمن العجائب كيف حلت فيه".

وله أيضا أنشده العماد الأصفهانى في الخريده:

"هبى صوت لما ترون بزعمكم ... وخطيب منه يلثم خد أزهرى،

إنى اعتزلت فلا تلوموا إنه ... أضحى نفسًا يلقى بوجه أشعرى"

<<  <   >  >>