على أبواب الفقه، وقد كمل وللَّه الحمد، ومن غرائبه أن صحح حكاية وجهين عن بعض الأئمة فيما إذا كشف عورته في الخلاء زائدًا على القدر المحتاج هل يأثم على كشف الجميع أو على القدر الزائد، ولد سنة خمس وستين وستمائة بدمياط، ومات بالقاهرة سنة ست عشرة وسبعمائة، ومن شعره:
"يا رب جفنى قد جفاهُ هُجُوعه ... والوجْدُ يعصى مُهجتى ويطيعه،
يا رب قلبى قد تصدَّع بالنوى ... فإلى متى هذا البعاد يَرُوعُهُ،
يا رب بدرُ الحىِّ غاب عن الحمَى ... فمتى يكون على الخيام طُلوعُهُ،
يا رب في الأظعان سار فؤادُهُ ... وبوده لو كان سار جميعهُ،
يا رب لا أدع البكاء في حُبِّهم ... من بعدهم جُهْدَا لِمُقلِّ دُمُوعهُ،
يا رب هَبْ قلب الكئيب تَجَلُّدًا ... عَمّن يحبُّ قد دنا توديعُه،
يا رب هذا بينُه وبعاده ... فمتى يكون إيابُه ورجوعهُ،
يا رب أهلًا ما قضيت وإنَّما ... أدعو بِعَوْدهم وأنت سميعُهُ".
وله أيضًا من قصيدة:
"بكيت على فقد الشباب المودع ... دمًا بعدما أفنيت دمعى ومدمعى،
وبذلت من شكر الشبيبة صحوة ... من الشيب قالت للمسرة ودعى،
فطلَّقت لذاتى ثلاثًا ولم يكن ... لها رجعة منّى إلى يوم مرجعى".
١٥١٤ - محمد بن يوسف بن عبد اللَّه بن محمود الجزرى ثم المصرى أبو عبد اللَّه.
الخطيب بالجامع الصالحى بالقاهرة، ثم بالجامع الطولونى، سمع الأبرقوهى، وكان عارفًا بالأصلين، والفقه، والنحو، والمنطق، والبيان، والطب، ودرس بالمعزية بمصر وبالشريفية بالقاهرة، وشرح منهاج الأصول واستوله القاضى سراج الدين، ومباحثه التى ذكرها في التحصيل والكلام عليها لابن مالك، قرأ عليه الشيخ تقى الدين