العز وأسبغ له، جمع ووعظ بجامع مصر مدة، ولما قدم بغداد كان يركب بالغاشية والسيوف المسلولة، ثم جاء بعد أنه كان يركب والغاشية على رأسه فمنع من ذلك، وكان يلقى الدرس من كتاب العوركب يوم العيد وبين يديه مناد ينادى هذا ملك العلماء والغاشية على الأصابع، وكان أهل مصر إذا رأوا الغاشية قرأوا {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}، وجاء إلى السلطان فهدم له الجمع، مات سنة ست وتسعين وخمسمائة، وحمله أولاد السلطان على رقابهم، وكان مولده سنة اثنين وعشرين وخمسمائة، قال النووي: وكان شيخ الفقهاء وصدر العلماء في عصره، نشر العلم بمصر وعليه مدار الفتوى في المذهب. قلت: ومن محاسنه أنه لما سأله بعض الضعفة أيما أفضل دم الحسين أم دم الحلاج استعظم ذلك، فقال له السائل الغبى: فدم الحلاج كتب على الأرض اللَّه ولا كذلك دم الحسين. فقال الشيخ: المبهم نحتاج إلى بركته. ومن فتاويه المشهورة وفيها طول ذكرتها في موضع آخر.
[٣٧٤ - محمد بن محمود العلامة وحيد الدين المروروذى.]
إمام كبير، مات سنة تسع وتسعين وخمسمائة، وعلى يديه كان انتقال السلطان عتاب الدين الغورى إلى المذهب.
[٣٧٥ - محمود بن المبارك بن على بن المبارك بن الحسن بن بقيرة أبو القاسم الواسطى.]
يعرف بالمحبر، تفقه بالنظامية على أبى منصور بن الرزاز وغيره، وبرع ودرِّس بها، وخلع عليه خلعة سوداء بطرحه وصنف كثيرًا، وترجم له ابن النجار فأبلغ، مات سنة اثنين وتسعين وخمسمائة، وله ولد يدعى عبد الودود ويلقب بالكمال، فقيه فاضل مناظر، درس وتفقه على أبيه، وولى الوكالة عن الخليفة في سنة ست وستمائة، ولم يزل كذلك إلى أن مات فجأة في جمادى الآخرة سنة ثمان عشرة وستمائة، وسأذكره في الذيل أبسط من هذا.
٣٧٥ - السبكى (٧/ ٢٨٧ - ٢٩٨٨)، والإسنوى (١/ ٢٧١)، وابن قاضى شهبة (٢/ ٦٠ - ٦٢)، وابن الصلاح مع الذيل (٢/ ٨٨١).