حتى قال على وجه السؤال: لا تخلوا إما أن يحصل للطير الحياة بتلك الأرواح أم لا. والأول عين ما يقوله التناسخية، والثانى مجرد حبس الأرواح وسجن، وجواب ما ذكره أنا نلتزم، والثانى لا يلزم ما ذكره لجواز أن يقدر اللَّه لها في تلك الحواصل من السرور والنعم ما لا يجده في الفضاء الواسع.
[١٤٩٩ - عبد اللطيف ابن قاضى القضاة تقى الدين بن محمد بن الحسين بن رزين العلامة بدر الدين أبو البركات.]
أعاد عند والده وهو ابن عشرين سنة، وأفتى وناب في الحكم عن والده بالقاهرة وولى قضاء العساكر، ودرس بالظاهرية والسيفية والأشرفية، وخطب بجامع الأزهر، وكان له اعتناء جيد بالحديث، ويلقى الدرس منه ومن التفسير والفقه وأصوله، وله اعتناء بالسماع والرواية، سمع بدمشق وغيرها، ولد سنة تسع وأربعين وستمائة، ومات في جمادى الآخرة سنة عشر وسبعمائة، وولده علاء الدين عبدى المحسن كان فقيهًا فاضلًا عارفًا بالأدب والتاريخ معتنيًا بدروسه يأتى فيها بالأشياء الغريبة، وكان مهابًا شريف النفس منقطعًا عن أبناء الدنيا، درس بالظاهرية والأشرفية وكذا بالسيفية، وأحدث منه الشيخ علاء الدين الباجى وخطب بجامع الأزهر ومات في شعبان سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة.
[١٥٠٠ - عبده المؤمن بن خلف بن أبى الحسن أبو محمد الدمياطى.]
سمع المحدثين في زمنه، ولد سنة ثلاث عشرة وستمائة بتونة من عمل دمياط، سمع ورحل وتفقه ببلده على الأخوين الإمامين أبى المكارم عبد اللَّه وأبى عبد اللَّه الحسين بن الحسن بن منصور السعدى، وسمع بها منهما ومن الشيخ أبى عبد اللَّه بن النعمى، وهو الذى أرشده لطلب الحديث بعد أن كان مقتصرًا على الفقه وأصوله، ثم انتقل إلى القاهرة وتخرَّج بالمنذرى، ثم سافر إلى بغداد وغيرها، وروى عمه الأئمة المزى والذهبى وخلق، وصنف التصانيف المفيدة منها "الكلام على تعيين الصلاة الوسطى"، مات فجأة سنة خمس وسبعمائة في خامس عشر ذى القعدة، ودفن بقريته بباب النصر.
فائدة: دمياط بالدال المهملة- قال السمعانى في "أنسابه": وكان صاحبنا الحافظ أبو محمد بن أبى حبيب الأندلسى يقول: إنها بالمعجمة وما عرفناه إلا بالمهملة. وهو الذى أخرجه الناس في معجم البلدان كأبى سعيد السمان وأبى الفضل المقدسى وغيرهما.