قاضى القضاة تاج الدين ابن بنت الأعز. تفقه على والده وعلى ابن عبد السلام، وسمع ودرس في أماكن: الصالحية، والشريفية، والمشهد، وولى مشيخة سعيد السعداء وخطابة جامع الأزهر ووزر مدة، وتولى نظر الخزانة فاستعفى، منهما روى عنه الدمياطى شيئًا من شعره وسيأتي، ومات كهلًا سنة خمس وتسعين وستمائة، وولى بعده العلامة تقى الدين ابن دقيق العيد، وامتحن ابن بنت الأعز هذا في دولة الملك الأشرف جليل بن المنصور قلاون محنة شديده، وعزل وولى ابن جماعة في أوائِل سنة تسعين فسكن بالقرافة، ودرَّس بقبة الشافعى، ثم حج وزار قبر النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- وأنشد بين يدى حجرته الشريفة قصيدة بليغة على حرف الدال، ثم عاد فولى القضاء ونقل ابن جماعة إلى الشام، ومن شعره:
"ومن رام في الدنيا حياة هنية ... من الهم والأكدار رام محالا
وهاتيك دعوى قد تركت دليلَها ... على كلِّ أبناء الزمان محال".
[الطبقة الثالثة والثلاثون]
[٤٢٦ - أحمد بن على بن مرتفع بن حازم بن إبراهيم بن العباس الأنصارى.]
النجاري المصرى الشهير بالفقيه ابن الرفعة، أحد أئمة الشافعية في عصره وحامل لوائهم، تفقه على السديد والظهير التزمنتيين والشريف العباس، ولقب بالفقيه فكان، وهو إلى الأن لا يكاد يعرف عند طلاب مصر إلَّا به، شرح التنبيه بشرح نفيس وشرح الوسيط أيضًا، وفيه إعواز من صلاة الجماعة إلى البيع كمله القاضى نجم الدين القمولى، ونصب نفسه فيه لنصوص الامام من الأم والمختصر وغيرهما، وسمع الحديث من أبى الحسن على بن نصر اللَّه بن الصواف وغيره، وحدث بشيء من تصنيفه في أمر الكنائس وتخريبها، وولى حسبة مصر ودرس بالمعزيّة، وكان مولده سنة خمس وأربعين وستمائة، ومات بها في رحب سنة عشر وسبعمائة، وله تصنيف لطف في المكاييل والموازيِن