أخو القاضى بالديار المصرية صدر الدين، تفقه على ابن أبى عصرون وغيره، وبرع حتى كان من أعلم الشافعية في زمانه، وناب عن أخيه في القضاء، "شرح المهذب" إلى الشهادات في عشرين مجلدًا أو أكثر "وشرح اللمع" له في مجلدين، ومات سنة اثنتى عشرة وستمائة وقد قارب التسعين، ودفن بالقرافة، ولما مات أخوه صدر الدين سنة خمس وستمائة عزل الضياء عن النيابة، وأنشأ له بعض الأمراء الكنهارية -مدرسة بين القصرين- ووقفها عليه، ولم يزل بها إلى أن مات، وهذه المدرسة دخلت في المنصورة في الإيوان القبلى.
٣٧٩ - محمد بن عمر بن الحسن سلطان المتكلمين فخر الدين أبو عبد اللَّه الرازى.
ذو التصانيف الكثيرة منها تفسيره المشهور، وله "تفسير الفاتحة" في مجلد مفرد، و"شرح الأسماء الحسنى"، و"مناقب الشافعى"، و"شرح الوجيز" أو أكثره، و"شرح سقط الزندة"، و"شرح المفصل"، و"المنتخب"، و"الأربعون"، و"الخمسون"، و"نهاية العقول"، و"شرح الإشارات"، و"العالمين"، و"المطالب العلية"، و"المباحث المشرقة"، و"تأسيس التقديس"، و"المخلص"، قيل و"السر المكتوم"، "الشمس والنجوم"، ورأيت من تصانيفه كتاب "جامع العلوم" في مجلدة بالعُجمى، وجملة أبوابه أربعون بابًا: الأول في علم الكلام، والثانى في أصول الفقه، والجدل وخلافيات المذهب، القراءة، الوصايا، التفسير، الإعجاز، علل القراءات، الأحاديث، أسماء الرجال، التواريخ، المعانى، النحو، التصريف، الاشتقاق، الإشتغال، العروض، القوافى، بديع السفر، مشكلة المنطق، الطبيعيات، التعبير، الفراسة، الطب، التشريح، الصيدلة، علم الخواص، علم الإكسير، معرفة الأحجار، الطلسمات، الفلاحة، سلع الآثار، البيطرة، البزاة، الهندسة، المساحة، علم جر الأثقال، أثنى عليه ابن خلكان فبالغ في وصفه ومدحه، وأما ابن الصلاح فلم يكن مقبلًا عليه، وربما غضَّ من شأنه، وتوسط فيه أبو شامة وذكر أنه خلف ثمانين ألف دينار سوى الدواب والعقار وغير ذلك، وكان إذا ركب يمشى في خدمته نحو ثلثمائة تلميذ من الفقهاء وغيرهم، وكان فقيرًا أولًا، وأغرب الذهبي
٣٧٩ - السبكى (٨/ ٨١ - ٩٦)، والإسنوى (٢/ ٢٦٠ - ٢٦١)، وابن قاضى شهبة (٢/ ٨١ - ٨٤)، وابن هداية اللَّه (٢١٦ - ٢١٨)، وابن الصلاح مع الذيل (٢/ ٨٦٦).