للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فضائله غير واحد.

[٣٦٩ - محمد بن محمد قاضى القضاه محيى الدين أبو حامد.]

ابن قاضى القضاه كمال الدين السهروردى قاضى حلب وغيرها، على ابن الرزاز، وناب في الحكم عن أبيه بدمشق ودرس بالموصل، وتقضَّى بها وكان جوادًا، قيل إنه أطلق في بعض وسائله إلى بغداد على الفقهاء والأدباء والشعراء غرة الألف دينارًا ميرية، ولم يعتقل غريمًا على دينارين فما دونهما بل فوقهما، مات بالموصل سنة ست وثمانين وخمسمائة عن اثنين وستين سنة.

٣٧٠ - محمد بن الموفق سعيد نجم الدين أبو البركات الخُبوشانى.

- بضم الخاء- قرية من قرى نيسابور الزاهد، تفقه على محمد بن يحيى، وكان يستحضر كتابه "المحيط" حتى أنه قيل إنه عدم الكتاب فأملاه من خاطره، وله كتاب "تحقيق المحيط" في ستة عشر مجلدة، قدم مصر واستوطنها وجاور بتربتة الشافعى، وكان السلطان صلاح الدين يقربه ويعتقده، وعمل له المدرسة المجاورة لضريح الشافعى، وكان سليم الباطن، وبه وسوسة ومن ورعه أنه كان يركب الحمار ويجعل تحته أكسية لئلا يصل عرقه إليه، وحاء الملك العزيز إلى زيارته وصافحه فاستدعى ماء وغسل يديه، وقال يا ولدى: إنك تمس العنان ولا تتوقى الغلمان عليه، فقال اغسل وجهك فإنك بعد المصافحة لمست وجهك فقال نعم وغسل وجهه، وكان الشيخ يقول بملء فيه: أصعد إلى مصر وأزيل ملك بنى عبيد اليهودى فصعدها وصرخ نسب أهل القصر وحاروا في أمره، وأرسلوا إليه بمال عظيم فلما وقع بصره على رسولهم وهو بالزِّي المعروف نهض إليه بأشد الغضب وقال: ويلك ما هذه البدعة. وكان الرجل قد زور في نفسه كلامًا يلاطفه فأعجله عن ذلك ورمى الذهب بين يدى الشيخ فضربه على رأسه وصارت عمامته حلقا في عنقه، وأنزله من السلم وهو يرمى بالدنانير على رأسه، ونسب أهل القصر، وعلى


٣٦٩ - السبكى (٦/ ١٨٥ - ١٨٦)، والإسنوى (٢/ ١٠١ - ١٠٢)، وابن قاضى شهبة (٢/ ٥٣ - ٥٤).
٣٧٠ - السبكى (٧/ ١٤ - ٢١)، والإسنوى (١/ ٤٩٣ - ٤٩٤)، وابن قاضى شهبة (٢/ ٥٦ - ٥٨)، وابن الصلاح مع الذيل (٢/ ٨٧٦).

<<  <   >  >>