للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن الإمام البارع أبى القاسم صلاح الدين الكردى الشهرزورى، ولد سنة سبع وسبعين وخمسمائة، تفقه على والده لي كان والده شيخ تلك الناحية، وجمع بين طرفى المهذب قبل أن ينظر، وسافر به وساد وتفقه ثم ارتحل إلى الموصل، وتفقه على العماد بن يونس ولازمه حتى أعاد له، ودخل بغداد ونيسابور ومرو وطاب، ودخل الشام مرتين الثانية سنة ثلاثين وستمائة، ودرَّس بالشامية الجوانية والأشرفية والرواحية وهو أول من درَّس بها، ودرس قبل ذلك بالصلاحية ببيت المقدس فلما هدم المقطم سور البلد قدم دمشق، وصنف "طبقات الفقهاء"، و"علوم الحديث" "وأدب المفتى"، و"إشكالات الوسيط"، و"الفتاوى" جمعها بعض طلبته، وله "الرحلة" وهى عبارة عن فوائد جمعها في رحلته إلى الشرق عظيمة النفع في سائر العلوم مفيدة جدًا في مجاميع عدة، تفقه عليه أبو شامة وقاضى القضاة بن تقى الدين بن رزين، وقاضى الدين خمس الدين بن خلكان، والكمالان سلار وإسحاق شيخا النووى، وروى عنه من النبلاء ابنه محمد، والتاج ابن الفركاح، وأخوه الطيب شرف الدين، وأحمد بن العفيف، مات سنة ثلاث وأربعين وستمائة والبلد محاصرة بالخوارزمية، ودفن بمقابر الصوفية، وردته لما وصلت إليها، وعاش شيئًا وستين سنة، ويحكى عنه أنه قال: ما فعلت صغيرة في عمرى قط. ومات والده أبو القاسم صلاح الدين في ذى القعدة سنة ثمان عشرة وستمائة بحلب، وهو من تلامذة ابن أبى عصرون ودرَّس بالأسدية بحلب إلى أن مات.

[٤٠٤ - على بن محمد بن عبد الصمد الشيخ علم الدين السخاوى أبو الحسن الهمدانى.]

شيخ العربية والقرَّاء والفقهاء في زمانه بدمشق، سمع من السلفى وحنبل وغيرهما، وقرأ على الشاطبي، وله تفسير في أربعة أجزاء وغيره في فنون القراءات، وعنه أبو شامة. مات سنة ثلاث وأربعين وستمائة، وقد نيف على السبعين ودفن بقاسيون. ومن شعره:-

"قالوا غدًا نأتى ديار الحمى ... ونترك الركب بمغناهم


٤٠٤ - ابن الصلاح مع الذيل (٢/ ٨١٥)، والسبكى (٨/ ٢٩٧ - ٢٩٨) والإسنوى (٢/ ٦٨ - ٦٩)، وابن قاضى شهبة (١/ ٣١٩).

<<  <   >  >>