جلالته نقل النووى عنه في الأصول والضوابط مع تأخر موته عنه، وكان له ولدان أحدهما: صدر اللى ين عبد البر كان إماما فاصلًا درَّس بالقيمرية بدمشق ومات بها سنة خمس وتسعين، والثانى أبو البركات عبد اللطيف، وسيأتى في أواخر الطبقة الثانية.
[٤١٨ - يحيي بن شرف بن ميري بن حسن النووى.]
ذكرت أحواله موضحة في شرح المنهاج فراجعها منه، مات ببلده نوى سنة ست وسبعين وستمائة -رحمه اللَّه-.
[(الطبقة الحادية والثلاثون)]
[٤١٩ - أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبى بكر بن خلكان.]
قاضى القضاة شمس الدين أبو العباس الإربلى، ولد بإربل سنة ثمان وستمائة، وسمع وأسْمعَ وإرتحل واشتغل على الكمال بن يونس وابن شداد وغيرهما، وناب في الحكم بالقاهرة عن القاضى بدر الدين السنجارى، ثم المحلة ثم قدم الشام قاضيًا فمكث بها عشر سنين سواء، ثم عزل بالقاضى عز الدين بن الصائغ ثم عُزل ثم أعيد إلى القضاء بعد سبع سنين، وصنف "وفيات الأعيان"، ثم أعيد ثم عزل وبيده الأمينية والنجيبية إلى أن مات في رجب سنة إحدى وثمانين وستمائة، روى عنه المزي وغيره، ومن شعره من قصيدته المشهورة به:-
"يا من كلفت به فعذَّب مهجتى ... رِفقًا على كَلَف الفؤاد المعذَّب
إن فاته منك اللقاء فإنه ... يرضى بِلُقْيا طيفك المتأوِّب
قَسَمًا بوجدى في الهوى وبحُرْقتى ... وبحيرتى وتلهُّفى وتلهُّبى
لو قلت لى جد لى بروحك لم أقف ... فيما أمرت وإن شككت فجرِّب
مولاى هل من عطفةٍ تصغى إلى ... قصصى وطول شكايتى وتَعَتُّبى