قاضى المحلة ومدرس الحسامية، محمد بن إبراهيم بن مكى ونويرة من أعمال البهنسا من صعيد مصر، كان خبيرًا بالمذهب عارفًا به، عارفًا بالروضة، عفيفًا، مات بالمحلة سنة إحدى وخمسين وسبعمائة.
١٦٨١ - اليافعى الشيخ عبد اللَّه بن أسعد اليمنى ثم المكى.
عفيف الدين ويافع قبيلة من اليمن من قبائل حمر، كان إمامًا مفتيًا عاملًا ممن تتنزل الرحمة عند ذكره ولد قبل السبعمائة، وشيخه في الطريق الشيخ على المعروف بالطواشى، صنف في أنواع من العلوم وأسمع، وله شعر حسن، ومات بمكة ليلة الأحد عشرين جمادى الآخرة من سنة ثمان وستين وسبعمائة، ودفن بالمعلى بجوار الفضيل بن عياض وتبرك الناس بآثاره فشروها بأثمان غالية.
هذا ما يسر اللَّه تعليقه بفضل اللَّه ومنته، وله الحمد على ذلك وعلى أمثاله وسائر نعمه حمدًا يوافى نعمه ويكافئ مزيده. قال مصنف هذه الطبقات المباركة: فرغت من تبيضه بفضل اللَّه وقوته مساء يوم الأربعاء ثالث عشر ذى القعدة من سنة اثنين وستين وسبعمائة، وكان ابتداء كتابة مسودته يوم الأربعاء ثانى عشر شوال من سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة سوى زيادات كثيرة ألحقت بعد ذلك، ثم ذيلت بعد ذلك ذيلًا مفردًا في كراريس تتلوا هذا، نفع اللَّه بالجميع بمحمد وآله. وقد أجزت لمن أدرك حياتى من المسلمين رواية هذا التأليف المبارك مع الذيل الآتى عليه أيضًا وما يسره اللَّه على يدى من التصانيف وهى:"شرح المنهاج" في ستة أجزاء، وشرح آخر عليه لطيف بديع جدًا سميته "عجالة المحتاج إلى توجيه المنهاج"، ولغاته في مجلد لطيف، وأدلته في مجلد وهى من المهمات التى لا نظير لها، ومختصر آخر في الحديث على أبوابه سميته "البلغة" وهو نفيس، و"الاعتراضات على المنهاج" في مجلد لطيف، قسمتها إلى نحو عشرين قسم كل قسم. يحتمل إفراده بالتصنيف، و"زوائد الحاوى الصغير" عليه ولم يكمل، و"شرح التنبيه" في أربعة أجزاء، وشرح آخر لطيف في جزئين بديع لم يوضع على التنبيه مثله في اختصاره وجمعه، و"تصحيح التنبيه" في مجلد لطيف وهو من المهمات التى يجب على المشتغل بالتنبيه