هو الغزالى صاحب المصنفات المشهورة، لأن وفاته تأخرت عن الشيخ بنحو ثلاثين سنة، وذكره العبادى في الطبقة الأخيرة من "طبقاته"، وعبر بالغزالى من غير زيادة وليس هو المشهور. وأيضًا فإن العبادى فرغ من طبقاته سنة خمس وثلاثين وأربعمائة. وذلك قبل ولادة الغزالى بمدة، وتوفى سنة ثمان وخمسين وكان عمر الغزالى إذ ذاك ثمان سنين. واستبعدت أنه عمُّ الإمام حجة الإسلام أبى حامد الغزالى كما نقله بعض الفضلاء عن خط ابن الصلاح نقلًا عن رسائل الألمعى في "فضائل أصحاب الشافعى" لأبى الحسن البيهقي المعروف بقندق. وأنه توفى بطابران سنة خمس وثلاثين وأربعمائة تخرَّج بأبى طاهر الزيادى كما سيأتي قال السمعانى في "الأنساب" في ترجمة الزاهر أبى على الفارمدى: أنَّ أبا على المذكور تفقه على أبى حامد الغزالى الكبير وأثنى عليه المطوّعى فقال: أحمد ابن محمد الغزالي تخرخ يأبى طاهر الزيادى، أذعن له فقهاء الفريقين، وأقر بفضله فضلاءُ المشرقين والمغوبين إذا جاور العلماء كان المقدّم، وإذا ناظر الخصوم كان الفحل المقدم، وله "الخلافيات" و"الجدل" و"روؤس السائل" وصنف في المذهب تصانيف. وقال الإمام محمد بن يحيى صاحب الغزالى في تعليقه في الخلاف في مسألة التلف بعد التمكين فقال: إنه ألزم شافعى فقيل له: أليس لو تلف النصاب جل التمكن من الأداء سقط الزكاة فلذلك بعد التمكن بخلاف ما لو أُتلف فإن الزكاةَ لا تسقط فقال: مسألة الإتلاف ممنوعة، لا زكاة عليه ولا ضمان وأسند هذا المنع إلى الغزالى القديم الشيخ أبى على تفريعًا على أن الزكاة إنما تجب بالتمكن. وقد وافق الغزالى هذا حجة الإسلام في النسبة والكنية واسم الأب.
[١٧١ - إسماعيل بن أبى إسحاق إبراهيم الهروى أبو محمد القراب.]
صاحب "مفاقب الشافعى"، و"الجمع بين الصحيحين"، و"درجات الناسين" أخو الحافظ أبى يعقوب إسحاق القراب، أخذ الفقه عن الداركى، ومات سنة أربع عشرة وأربعمائة.