ورحل إلى بغداد وغيرها، وسمع من نحو ألف وثلثمائة شيخ وثمانين امرأة ونيف، وحدث بأصبهان وغيرها من البلاد، وروى عنه خلق من الأئمة جلب إلى دمشق المسانيد والمصنفات من البلاد، وأثنى عليه الأئمة. مما يطول ذكره، مات سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، وحضر الصلاة عليه السلطان صلاح الدين، ودفن بمقبرة باب الصغير، ولما حملت به أمه رأى والده في منامه أنه يولد له ولد يُحيى اللَّه به السنة وهكذا كان، ومن مؤلفاته "تاريخ دمشق" ثمان مائة جزءًا في ستين مجلد، "الموافقات" اثنان وسبعون جزءًا، "الأطراف"، و"عوالى مالك"، "التالى لحديث مالك العالى"، "غرائب مالك"، "عوالى شعبة"، "عوالى الثورى"، "معجم شيوخه"، "مناقب الشافعى"، "فضائل أصحاب الحديث"، "السباعيات"، "تبيين كذب المفترى على الشيخ أبى إسحاق الأشعرى" وهو نفيس، "الزهادة في ترك الشهادة"، "فضل عاشوراء"، "فضل الجمعة"، "مسند من وافقت كنيته كنية زوجته"، "شيوخ النيل"، "حديث أهل صنعاء"، "حديث أهل الشام"، "المصاب بالولد"، "قبض العلم"، "فضل مكة والمدينة"، "فضل القدس"، "فضل عسقلان"، "تاريخ المزة"، "فضل الربوة"، "فضل مقام إبراهيم"، "جزء الحميدين"، حديث الهبوط، "الأربعون الطوال"، "الجهادية"، "البلدانية"، "المساواة"، "الأبدال"، "الزلازل"، وله أربعمائة مجلس، وثمان مجالس في فنون شتى، تولى مشيخة دار الحديث النورية بناها له الملك العادل محمود بن زنكى، وأملى على كرسى الحديث بها ودَّرس بها إلى حين وفاته ولم يلتفت إلى غيرها.
[٣٥٤ - على بن أبى المكارم بن فتيان.]
أبو القاسم الدمشقي تفقه على أبى المحاسن يوسف بن عبد اللَّه الدمشقي مدرس النظامية، وأعاد عنده وله معرفة بفنون، ومات سنة تسع وسبعين وخمسمائة، ومن شعره:
"لا يغرنك من المرء قميص رقعه ... وإزار فوق نصف الساق،