بالشام، وحدث بدمشق، أخرج له مشيخة، سمع منه الذهبى وذكره في معجم شيوخه، وشرح الحاوي، واختصر منهاج الحليمى وشرح التعريف في التصوف، وصنف في حياة الأنبياء في قبورهم، وله مسئلة اللعن، مات بدمشق في منتصف ذى القعدة سنة تسع وعشرين وسبعمائة، ودفن بالصالحية، ومن شعره: ما ذكره جوابا عن أبيات نظمها بعض يهود الشام -قبحه اللَّه- والذى قاله اليهودى:
أيا علماء الدين نرمى دينكم ... تحيَّر ردوه بأوضح حجة،
إِذا ما قضى ربى بكفرى بزعمكم ... ولم يرضه منى فما وجه حيلتى،
دعانى وسد الباب عنى فهل ... إلى دخولى سبيل بينوا لى قضيتى،
قضى بضلالى ثم قال ارض بالقضاء ... فها أنا راضى بالذى فيه شقوتى،
فإن كنت بالمقضى يا قوم راضيًا ... فربى لا يرضى بشؤم بليتى،
وهل لى رضى ما ليس يرضاه سيدى ... وقد حرت دلونى كشف كربتى،
إذا شاء ربى الكفر منى مشيئة ... فهأنا راضٍ باتباع المشيئة،
وهل لى اختيار أن أخالف حكمة ... فباللَّه فاشفوا بالبراهين علتى،
فأجاب الشيخ بأبيات منها:
صدقت قضى الرب الحكيم بكل ما ... يكون وما قد كان وفق المشيئة،
وهذا إذا حققته متأملًا ... فليس بسد الباب من بعد دعوة،
لأن من المعلوم أن قضاءه ... بأمر على تعليقه بشريطة،
يجوز ولا يأباه عقل كما ترى ... حدوث أمور بعد أخرى نابتِ،
كما الرى بعد الشرب والشبع الذى ... يكون الأكل في كل مرة،
فليس ببدع أن يكون معلقًا ... قضاء الإله الحق رب الخليقة،