و"شرح مختصر الحاوى"، و"شرح زوائد الكتب الخمسة" على البخارى، ومختصر التهذيب، وغير ذلك من المجاميع نفع اللَّه بها وبمحمد وآله.
قال مصنفه -عفا اللَّه عنه: ومولدى بالقاهرة المعزية في رابع وعشرين ربيع الأول من سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة. كذا رأيته بخط والدى الإمام العلامة النحوى الأديب نور الدين أبى الحسن على الأندلسى المرسى، حصل علم العربية، والحساب، ومذهب مالك ببلاده، وبرع، أخذ العربية فيما أظن عن ابن الزبير، والجبر، والقابلة، وإقليدس عن ابن البنا، وتفرد بذلك، ثم قدم مصر، وتصدى للاشتغال، وانتفع به خلق من الطلبة هم الآن شيوخ مصر والشام وبعضهم تقلد القضاء، وكان بارًا بهم محسنًا إليهم لا يسأم من الإقراء آناء الليل وأطراف النهار، ولقد أخبرنى شيخنا قاضى المسلمين بالديار المصرية والشامية أبو البقاء بهاء الدين السبكى أبقاه اللَّه: أن دروسه حصرت عليه في اليوم والليلة فبلغت سبعين درسًا. قال: ولم أنتفع بأحد من شيوخى كانتفاعى به، رأيت بخطه تعليقًا على الرسالة على مذهبه -برد اللَّه مضجعه ونور ضريحه- وتأسف الناس على فراقه لانقطاع انتفاعهم به، وأخبرنى بعض علماء الوقت الثقات أنه تأسف على فراقه أكثر من فراق والده، وأنه تردد إلى قبره كل يوم مدة شهور، ولم يتنزل في درسه ولا تناول من أحد شيئًا بعد أن عرض عليه بعض الجهات بها فأبى، وقنع بما أتاه اللَّه من فضله، انتقل إلى رحمة ربه وأنا ابن ستة أيام في ربيع الآخر من سنة أربع وعشرين وسبعمائة، ودفن بمقبرة الصوفية خارج باب النصر.
تم طبقات الشافعية لابن الملقن
نجز هذا الجزء بحمد اللَّه وعونه على يد العبد الفقير الحقير الراجى عفو ربه عبد اللَّه ابن محمد النشائى بلدًا والشافعى مذهبًا يوم الثلاثاء بعد صلاة الظهر الرابع والعشرين من ربيع الأول سنة خمس وسبعين وسبعمائة، جعلنا اللَّه ممن ذكر في هذه الطبقة بمحمد وآله، وحسبنا اللَّه ونعم الوكيل، وصلى اللَّه على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.