للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخلال (١) عن أحمد: لا ينبغي أن يَكُوْن سَمِعَ مِنْهُ)) (٢).

لَكِنْ يجاب عن هَذَا الحكم بالانقطاع أن الإمام البخاري قَدْ أثبت سَمَاع راشد من ثوبان فَقَالَ: ((سَمِعَ ثوبان)) (٣).

واعترض عَلَى معنى الْحَدِيْث فإن من احتج بِهِ ذكر أن التساخين عِنْدَ بعض أهل اللغة هِيَ كُلّ ما يسخن بِهِ القدم من خف وجورب (٤).

ويجاب عن هَذَا بأن المعجمات اللغوية وكتب غريب الْحَدِيْث أوردت للتساخين ثلاثة تفاسير:

الأول: إنها الخفاف وَقَدْ اقتصرت كثير من المعجمات عَلَى ذَلِكَ.

الثاني: كُلّ ما يُسَخَّن القدم من خفٍّ وجورب ونحوه.

الثالث: إنها هِيَ تعريب ((تَشْكَن)) وَهُوَ اسم غطاء من أغطية الرأس نقله ابن الأثير عن حمزة الأصفهاني في كتابه "الموازنة"، ويرى أن تفسيره بالخف وهم من اللغويين العرب حَيْثُ لَمْ يعرفوا فارسيته.

فاللغويون غَيْر متفقين عَلَى تفسير التساخين بالخفاف بَلْ حمزة الأصفهاني يراه وهماً والتفسير الثاني للتساخين عام يدخل فِيْهِ التفسير الأول (٥).

فعلى هَذَا يَكُوْن تفسير التساخين بالجواريب بعيد جداً، ولا يوجد ذَلِكَ في معاجم اللغة، والذين ذكروا ذَلِكَ أدخلوه في عموم التفسير الثاني للتساخين.

٣ - واحتجوا أَيْضاً بما روي عن أنس بن مالك، قَالَ: ((رأيت رَسُوْل الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح عَلَى الجوربين عليهما النعلان)).

أخرجه الْخَطِيْب (٦).


(١) هُوَ أَبُو بكر أحمد بن مُحَمَّد بن هارون البغدادي الخلال الشيخ الحنبلي، رأى أحمد بن حَنْبَل، وصنف "الجامع في الفقه" و " العلل " عن أَحْمَد بن حَنْبَل، ولد سنة (٢٣٤ هـ‍)، وتوفي سنة (٣١١ هـ‍).
طبقات الحنابلة ٢/ ١١، وسير أعلام النبلاء ١٤/ ٢٩٧ - ٢٩٨، والعبر ٢/ ١٥٤.
(٢) تهذيب التهذيب ٣/ ٢٢٦.
(٣) التاريخ الكبير ٣/ ٢٩٢.
(٤) تحفة الأحوذي ١/ ٣٤٠.
(٥) انظر: غريب الْحَدِيْث، لابن سلاّم ١/ ١٨٧، وغريب الْحَدِيْث، للخطابي ٢/ ٦٢، والصحاح ٥/ ٢١٣٤، ومقاييس اللغة ٣/ ١٤٦، وشرح السنة ١/ ٤٥٢، وأساس البلاغة: ٢٨٩، والنهاية ١/ ١٨٩ و ٢/ ٣٥٢، واللسان ١٣/ ٢٠٧ (سخن)، والتاج ٩/ ٢٣٣ (الطبعة القديمة).
(٦) في تاريخ بغداد ٣/ ٣٠٦.

<<  <   >  >>