كتاب ديوان الهذليين

القسم الأول - شعر أبي ذؤيب - ج: 1 - ص: 149

منها (١) [ماء] فيها [مِنُ غثا (١)] وصفا الماءُ، واحدةٌ إلى واحدة، ويَمضِي (٢) رَنْقه وَيبْقَى (٢) صَفْوُه.

فجاء وقد فصلته الشَّما ... لُ عَذْبَ المذاقة بُسْرًا خَصِرْ

يقول: جَرَتْ عليه فتقطَّع وصار له حُبُك. وبُسْرٌ: غَضّ؛ وأنشدنا:

رَعتْ بارضَ البُهمَى جَميمًا وبُسْرةٌ ... وصمْعاءَ حتّى آنفَتْها نِصالُها (٣)

خَصِر: بارد.

بأطيَبَ منها إذا ما النُّجو ... مُ أَعنَقْنَ مِثلَ تَوالِي البَقَرْ

أعْنَقْن: تصوَّبْن فْتُرَى مَا خيرُهنّ في الغَوْر كما تُرى مآخيُر البَقَر إذا أعنَقَتْ.

والتَّوالِي: الأواخِر.

فدَعْ عنكَ هذا ولا تَغْتَبِط ... لخَيْرٍ ولا تتباءسْ (٤) لِضُرّْ

يقول: ولا تَبتئِسْ عند الضُّرِّ إذا نزل بك. قال: وحدَّثنى عيسى بنُ عمرَ قال: أنشَدَني ذو الرّمّة: "وظاهِرْ لها مِنْ يابِسِ (٥) الشَّخْت" ثم أنشدَني: "من بائس". فقلتُ: ما هذا؟ فقال: بائسٌ ويابسٌ، مِنَ البُؤْس واليُبْس".

---

(١) التكملة عن السكري.
(٢) ورد في الأصل هاتان الكلمتان كل واحدة منهما موضع الأخرى.
(٣) البيت لذي الرمة، كما في اللسان مادة "بسر" والنبات أوّله البارض، وهو كما يبدو في الأرض، ثم الجميم، ثم البسرة، ثم الصمعاء، ثم الحشيش. وآنفتها، أي جعلتها تشتكي أنوفها.
(٤) في الأصل: "ولا تبتئس لضرّ"؛ وهو غير مستقيم الوزن؛ وما أثبتناه عن السكرىّ.
(٥) البيت بتمامه:
وظاهر لها من يابس الشخت واستعن ... عليها الصبا واجعل يديك لها سترا
يصف النار. والشخت: الدقيق من الحطب.