للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جزائرُ (١) البحر. "يُلْوِى بها كأنه يَذْهب بها إلى البحر تَشْرَبُ ماءَه كلَّه" (٢)، عَيْقَة وعَقْوَة وساحة واحد، وهي فِناءٌ (٣) من الأرض. وقولهُ: يُجْنَبُ، أي تُصيبُه الجَنُوبُ؛ وأنشَدَنا:

* غَدَاةَ تَخالُها نَجْوًا جَنِيبا *

النَّجْوُ: السّحاب الّذي قد هَراقَ ماءَه. والجَنِيب: الّذي تَسوقُه الجَنوب.

لَمّا رَأَى "عَمْقًا" ورَجَّعَ عَرْضُه ... رَعْدًا كما هَدَرَ الفَنِيقُ المُصْعَبُ

رَأَى عَمْقا، أي صارَ بعَمْقٍ، وهو موضعٌ (٤) أو بلد. ورَجَّع عَرْضُهُ، والعَرْض: خِلافُ الطُّول، وعَرْضُه: ناحيتُه. رجَّعَ: رَدَّدَه كما هَدَرَ الفَحْلُ، شَبَّهَ الرعدَ بالهَدِير.

لَمّا رَأَى "نَعْمانَ" حَلَّ بِكْرفِيء ... عَكَر كما لَبَج النُّزولَ الأرْكُبُ

يقول: حَلَّ بكِرِفئه. وحَلَّ: أَقَام. والكِرْفئ من السحاب: ما تَراكبَ بعضُه على بعض؛ ويقال: كَرفِئُ من شَحْم، أي طرائقُ بعضُها فوق بعض والواحدةُ كِرْفئة. وقوله: "كما لَبَجَ النزُولَ الأَرْكُب", يقول: كما ضَرَبُوا بأنفسهم للُّنزُول. ولَبَجَ: ضَرَبَ بنفْسِه. والأَرْكُب: جَمعُ رَكب. والعَكر: الكثيرُ، مِثلُ عَكَرِ الإبِل، وهو جماعتُها.

والسِدْرُ مُخْتَلَجٌ وأُنْزِلَ طافِيًا ... ما بينَ "عَيْنَ" إلى "نَباةَ" الأثْأَبُ


(١) في اللسان مادة "بضع": الجزيرة في البحر.
(٢) كذا وردت هذه العبارة في الأصل؛ وهي غير مستقيمة. وعبارته اللسان (مادة بضع) في تفسير قوله: "يلوى بعيقات البحار"، أي يذهب بما في ساحل البحر؛ وعبارته في مادة (لوى) أي يشرب ماءها فيذهب به.
(٣) أراد بالعيقة في هذا البيت ساحل البحر.
(٤) في معجم ياقوت أن عمقا واد من أودية الطائف.

<<  <  ج: ص:  >  >>