للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَرْيُ الجوارسِ في ذُؤابةِ مُشْرِفٍ ... فيه النُّسُورُ كما تَحَبَّى الموْكِبُ

أَرْيُها: عَمَلُها. والأرْيُ: العَمَل. ويقال: يأْرِي، أي يجَمع العسَلَ. والجَرْسُ: العَمَل، وهو أَخذُها من الشَّجر وأَكْلُها. وقولُه: "فيه النسور كما تَحى المَوْكِبُ" يقول: هُمْ مُحْتَبُون قد نَزَلوا كأنّهم موكِب. مُحْتَبُون، نَزَلوا قَعَدوا مُحْتَبِين. والجَرْس: أَكْلُ النَّحْلِ الشَّجَرَ لتُعَسِّل.

مِن كلِّ مُعِنِقَة وكلِّ عِطافةٍ ... ممّا يُصَدِّقُها ثَوابٌ يَزْعَب

المُعنِقَة. الطويلة. يقول: خلط (١) ماءَ هذه بماء هذه. وصَدَقتْها المَخِيلةُ الّتي تَزْعَب بالماء، أي تدافَعُ به. وعِطافَتُه: مُنْحَناه. وثواب. مَوضِع ما يَثوبَ الماء. أي يجتمع فيه من الوادي. ويَزْعَب: يَتدافع. ويقال: مَرَّ الوادى يَزْعَب، إذا مَرَّ يتدافع.

منها جَوارِسُ لِلسَّراةِ وتَأْتَرِى ... كَرَباتِ أَمْسِلةٍ إذا تَتَصوَّبُ

ويُروَى "وتَحتَوِى (٢) كَرَبات". والجَرْسُ: الأَكْل. للسَّراة، أي من السَّراةِ (٣)


(١) كذا ورد هذا الكلام في الأصل تفسيرا لهذا البيت؛ وهو في جملته غير واضح؛ ولعل قبله بيتا سقط من الناسخ يتفق مع هذا التفسير الذي ذكره الشارح هنا. والذي في اللسان (مادة عطف) في تفسير هذا البيت أن الشاعر يصف صخرة طويلة فيها نحل، وفسر الثواب في (مادة ثوب) بأنه النحل؛ وأنشد بيت ساعدة هذا، وهو مخالف لما ذكره الشارح هنا تفسيرا لهذه الكلمة، كما ورد في اللسان أيضًا (في مادة زعب) أنه يقال: زعب النحل: إذا صوّت. وهو الملائم في تفسير قوله "يزعب" في هذا البيت. يقول: إن هذه الصخرة وهذا المنحنى ينتابهما النحل ويأوى إليهما في مواعيد لا يخلفها؛ فهذا معنى تصديق النحل إياها. ثم ذكر أن هذا النحل له صوت.
(٢) كذا ورد هذا اللفظ بالحاء المهملة في هذا الموضع وفما يأتي في الأصل. والذي في اللسان (مادة مسل) "وتختوى" بالمعجمة، وذكر أن معناه تأكل للخواء أي الجوع، وأن الكرب بالتحريك ما غلظ عن أصول جريد النخل، وأن الأمسلة جمع مسيل وهو الجريد الرطب.
(٣) سراة الجبل: أعلاه.

<<  <  ج: ص:  >  >>