للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يأوِى إلى مُشْمَخِرّاتٍ مُصَعِّدةٍ ... شُمٍّ بِهنّ فُروعُ القانِ والنَّشَمِ

مُشْمَخرّات: مُرْتفِعات. والقانُ والنَّشَمُ: شَجرانِ تُتّخَذ منها القِسِيّ العربيّة (١).

منْ فَوْقِه شَعَفٌ (٢) قَرٌّ وأَسْفَلُه ... جِيُّ تَنَطَّقَ بالظَّيّانِ والعَتَمِ

قَرّ: بارد. وجِيّ: جِماعُ جِيّة، وهي مَناقِعُ ماءٍ. وجِيّة: فِعْلةٌ، مِن الجَوّ، وهو ما انخَفَض من الأرض وانْجوَى. قال: الجِيُّ غير مَهْموز، وهي جِفارٌ (٣) تُمْسِك الماء. والظَيّان: شجرٌ يُشبِه النِّسرِين. والعَتَم: شجرُ الزّيتون البَرّىّ.

مُوَكَّلٌ بشُدُوفِ الصَّوْم يَنْظُرُها ... من المَغارب مَخْطوفُ الحَشَازَرمُ (٤)

الشُّدوف: الشُّخوص. والصَّوْم: شجرٌ (٥) يشبِه الناس، يَرْقُبه يَخْشَى أن يكون ناسا. وقوله: مَخطوف الحشَا، صَيَّره في تلك الحال من الفزَع. والمغَارِب:


(١) في كتب اللغة أن كلا الشجرين من شجر الجبال. وقال الأزهريّ في القان: انه ينبت في جبال تهامة.
(٢) شعف الجبال: رءوسها.
(٣) الجفار: الآبار لم تطو الواحد جفر (بفتح فسكون). وفي كلتا النسختين "حفار" بالحاء؛ وهو تصحيف.
(٤) في هذا البيت إقواء كما ترى، لتغير حركة الروىّ من الجرّ إلى الرفع، وكذلك ورد في اللسان (مادة شدف) وفي رواية "من المعازب" وفسره في اللسان (مادة صوم) فقال: من المعازب، أي حيث يعزب عنه الشئ، أي يتباعد. وفي رواية "يبصرها" مكان "ينظرها".
(٥) ذكر في اللسان (مادة شدف) في تفسير الصوم أنه شجر قيام كالناس. وذكر في (مادة صوم) أنه شجر على شكل شخص الإنسان، كريه المنظر جدا، يقال لثمره: رءوس الشياطين، يعنى بالشياطين الحيات، وليس له ورق. وقال أبو حنيفة: للصوم هدب، ولا تنتشر أفنانه، ينبت نبات الأثل ولا يطول طوله؛ وأكثر منابته بلاد بني شبابة؛ وأنشد هذا البيت.

<<  <  ج: ص:  >  >>