للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعنى الكلاب ينهشن الثور. ويَذودُهُنّ: يردّهن. ويحتمى: يَمتنع. عَبْلُ الشَّوَي (١)، أي غليظ القوائم. والطّرّتان: خَطّانِ يفصلان (٢) بين الجنب والبطن. مُوَلَّع: فيه ألوان مختلفة.

فنَحا لها بمُذلَّقَيْن كأنما ... بهما من النَّضْحِ المُجَدَّحِ أيْدعُ (٣)

فنحا الثور للكلاب ليطعنها. نحا: تحرَّف, والتحرُّف في الرمي والطعن أشدّ من غيرة. "بمذَلَّقَين": بقرنين محدَّدَين أملسين (٤). يقول: كأنما القرنان (٥) من لطخ الدم أَيْدَع. والأَيدَع: دم الأخوَين (٦)، ويقال: الأَيدع: الزعفران. أى (٧) يحرِّك قرنه في أجوافها فكأنه يُجدِّح (٨) كما يجدَّح السَّويقُ.


(١) واحد الشوى شواة.
(٢) في (اللسان) أن الطرتين مخطّ الجنبين. وقال الجوهرى: الطرّتان من الحمار: خطّان أسودان علي كنفيه؛ وقد جعلهما أبو ذؤيب للثور الوحشي أيضا، واستشهد بهذا البيت.
(٣) في رواية: "فحبالها"، أي إن الثور تقاصر ليطعن الكلاب؛ ومعنى البيت على رواية الأصل أنه تحرف ليطعنها بقرنيه المحدّدين، وشبه الدم الذي على قرنيه منها بالأيدع، وهو دم الأخوين. ويريد بالنضح المجدّح: الدم الذي حركه الثور بقرنه في أجواف الكلاب. وفي رواية: "من النضخ" بالخاء المعجمة. وذكر الأصمعى في الفرق بين النضخ والنضح، أن النضخ بالمعجمة لما ثخن من الدم وأنواع الطيب؛ والنضح بالمهملة لما رق؛ وقيل غير ذلك في الفرق بينهما.
(٤) يلاحظ أن قوله: "أملسين" ليس من تتمة معنى "مذلقين" إذ التذليق في السنان ونحوه: التحديد لا غير، كما في كتب اللغة.
(٥) صواب العبارة: "كأنما بالقرنين من لطخ الدم أيدع"، إذ التشبيه بالأيدع إنما هو للدم لا للقرنين كما يفيده ظاهر عبارته. أو لعل في الكلام نقصا، وصوابه: "كأنما القرنان من نطخ الدم [صبغا] بأيدع"؛ وإذن يستقيم الكلام.
(٦) قال أبو حنيفة: الأيدع صمغ أحمر يؤتي به من سقطرى.
(٧) هذا تفسير لكلمة المجدّح الواردة في البيت.
(٨) قد سبق الكلام على معني "يجدّح" أثناء الكلام في معني البيت في الحاشية رقم ٣ من هذه الصفحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>