للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن ذلك يقال: تَوحَّشْ للدّواء، أي يخفِّفُ طعامه. وقوله: لم تُوحِش يقول: "لم يكن (١) في المطيِّ فيوحِشَ أهلهَ، أي لا يكون أهلُ المطِي وَحْشا؛ يريد أنه يصيب له مصلحة"، ومن ذا: بات فلانٌ وحْشا وبات الوحش وبات مُوحِشا إذا بات ليس في بطنِه طعام. ومن روى لَم تُحشَش، أراد أنه لم يقوها وكعبها" (٢). ومنه قولهم: فلانٌ نِعْمَ محشُّ الكتِيبة. ونِعم مِحَشُّ الحرب. وقوله: ولا أنَس مستوبِدُ الدار يقال: وَبِدَ، الوبَد القَشَف والجوع. ويقال: الوَبَد ظاهر، أي الجفوف واليُبْس.

وَمشَرَبِ ثغرٍ للرجال كأنهمْ ... بِعَيْقاتِه هَدْءًا سِباعٌ خَواشفُ

أي ثغرٌ من الثغور؛ والعَيْقة: الساحة. وهدءا أي بعد نومة. والخَشْف: المَرّ السريع. فيقول: رُبّ ثغر مخوفٍ قد وردتَه على مخافة أهله؛ يقول: هم مِثلُ السِّباع لهؤلاء الغُزاة الذين يخرجون يتلصّصون.

به القوم مسلوبٌ تَلِيلٌ وآئبٌ ... شَماتًا ومكتوفٌ أَوانا وكاتفُ

يقول: بهذا الثغر قومٌ منهم من قد سُلِب، ومنهم من قد رجع خائبا بغير غنيمة. ويقال: رجع شَماتا، إذا رجع خائبا بغير غنيمة.

وقال آخر هذلي (٣):

* فآبتْ عليها ذُلهُّا وشَماتها *


(١) كذا ورد هذا الكلام الذي بين هاتين العلامتين في كلتا النسختين؛ وفيه اضطراب ظاهر لا يتضح معه المعنى.
(٢) كذا ورد هذا الكلام الذي بين هاتين العلامتين في كلتا النسختين، وهو تحريف لا يتضح معه المعنى.
(٣) الشطر للمعطل الهذلي؛ ورواية البيت:
فأبنا لنا مجد العلاء وذكره ... وآبوا عليهم فلها وشماتها

<<  <  ج: ص:  >  >>