للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقال للبعير: بات على الخسف، إذا كان قد بات على غير أكل. قال: ثم صار كلّ نقصان خَسْفا. والخسف: قلّة الطعام. والخسف: الضَّيم. وقوله: "وزيدٌ إذا ما سِيمَ خَسْفا" أي ضَيمْا. "أن تثنى (١) مُناخةً على الخَسف" أي على غير طعام.

هو الطِّرْف لم تُحشَش مَطِيٌّ بمِثلِه ... ولا أَنَسٌ مستوبِدُ الدار خائفُ

قال أبو سعيد: ويُروى "لَم تُوحِش مَطِيٌّ بِمثلِه". والطِّرْف في لغة هذيل هو الكريم. وقولُه "لم تُحشش" (٢): لم تُسَقْ بمثله؛ ومِثلُه حَشَّ النار "أي أوقدها (٣) ". والوَبَدُ: القَشَف والجُفوف والبؤس. قوله: "لم تُحشش"، لم تُسَق، وأنشد للراجز: "قد لفّها الليلُ (٤) بسوّاقٍ جَلِدْ". وأنشد:

قد حَشَّها الليلُ بسَوّاق حُطَمْ (٥) ... خَدَلجَّ (٦) الساقيَن خفّاقِ القَدَمْ

ومن قال: "تُوِحش" يقول: لا تكون -إذا كان فيها- خاليةَ البطون ولا ضعيفة. ويقال: "بات الليلَ وَحِشا" و "بات الوَحْشَ" إذا بات على غير طعام.


(١) تراجع الحاشية ٦ في الصفحة السابقة.
(٢) ذكر في اللسان (مادة حش) في تفسير هذا البيت ما نصه: "لم تحشش" أي لم ترم مطى بمثله، ولا أعين بمثله قوم عند الاحتياج إلى المعونة. ويقال: حششت فلانا أحشه إذا أصلحت من حاله.
(٣) يلاحظ أن هذه الكلمة قد وردت في الأصل في غير موضعها، فقد وردت بعد قوله: بسواق جلد، والسياق يقتضى إثباتها هنا.
(٤) إيراد هذا الشطر بعد الكلام السابق غير واضح المناسبة، إذ لا يظهر فيه ما يريده من الاستشهاد.
(٥) ورد في اللسان (مادة حطم) أن هذا البيت للحطم القيسيّ، ويروى لأبي زغبة الخزرجي يوم أحد كما يروى أيضًا لرشيد بن رميض العنزى. والسواق الحطم: العنيف، كأنه يحطمها أي يكسرها إذا ساقها.
وهذا مثل؛ ولم يرد إبلا يسوقها، وإنما يريد أنه داهية متصرف. وفي اللسان "قد لفها الليل" مكان "حشها".
(٦) خدلج الساقين: ممتلئهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>