للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وليّن ولَيْن، يثقَّل هذا ويخفَّف. وقوله: إلا دِمَنَ المنزل. يقول: إلا أنّ الدِّمْنة بقيتْ. والدِّمْنة: آثار الناس وما سَوَّدوا (١) بالرَّماد وغيرِ ذلك، فيقول: بقى آثارُ البول والبعر، وهي الدِّمَن؛ يقول: قد عفَت الريحُ آثارَ الناس وبقيتْ دِمَن المنزل.

فانْهَلَّ بالدمع شؤونى كأنّ ... الدمع يَسْتبدر من مُنْخُل

يقال: إنّ معظم الدمع يجري من شؤون الرأس حتى يسيل من العينين، وهو (٢) التلاؤم الذي بين العظام. وانهلّ: سال وانصبّ. ويَستبدر: يخرج من مُنخُل من سرعته.

أو شَنّةٍ يَنفَح من قَعرِها ... عَطٌّ بكفَّي عَجِلٍ مُنْهِلِ

شَنّة: قِرْبة انشقّت. يَنفَح، يَنفَح الماءُ، والنَّفْح ليس بسَيَلان، ولكنّه مِثل نفحة السيف. ومنه قولهم: طعنةٌ نَفوح، تَدفع بالدم دَفعا، يَخرج كأنه ضَرْب خفيف؛ ويقال للشاة إذا مشت فخرج اللّبن من ضَرْعها: نَفوح. وإذا أخلق الجِلدُ قيل: صار شَنّة. وعَطٌّ: شَقٌّ. من قعرها، يقول: من أسفلها.

ومُنهِل: مُعطِش، أي إبِله عِطاش، أو يبادِر قوما عِطاشا.

تَعنُو بمَخْروتٍ له ناضحٌ (٣) ... ذو رَيِّقٍ يَغذو وذو شَلشَلِ


(١) في ب "وما سوّد".
(٢) وهو أي الشأن.
(٣) في رواية "له قاطر" مكان قوله: "له ناضح". وفي رواية "ذو رونق"، مكان قوله: "ذو رّيق" اللسان (مادة عنا).

<<  <  ج: ص:  >  >>