للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمَن بنجوَتِه كمن بمَجْفِله ... والمستكِنّ كمن يمشي بِقرْواحِ (١)

والدَّمِث: المكان السهل الذي ليس بمرتفِع. والموئل: المَلجأ من هذا الغيث، وهو المرتفِع. يقول: صارا سواءً. يقول: ما كان من شيء حمار أو سَبعُ فهو كذي الموئل؛ يقول: إن الذي وَأَلَ واعتصَمَ بشيء من المطر مثل الذي في الدمث لا يُحرِز هذا مكانُه ولا يغني عنه شيء.

حارَ وعَقّت مُزْنَه الرِّيحُ وانـ ... ـقارَ به العَرضُ ولم يُشمَلِ

حار: يريد تحيَّرَ وتَردّد. وعَقّت: شَقّت الريحُ سحابَه. وانقارَ، يقول: انقطعت منه قِطعةٌ من عَرضه، وهي لغةٌ لهم؛ ومنه قولهم: قَوَّر الأديمَ إذا قطعه. وقوله: ولم يُشمَل، أي لم تُصِبه شَمال فيذهبَ كلُّه. يقول: هو يُمطِر على حاله.

مستبدِرا يَزْعَب قُدّامَه ... يَرمى بعُمِّ السَّمُر الأطوَل

قوله: يزعب، أي يمضي يتدافع؛ يقول: يمضي متدافعا. قدّامه أي أمامه.

ويزعب أيضا يَملأ. ويروى يَرْعَب. وواد مَرْعوب أي مملوء. والعُمّ: الطوال.

والعُمّ: مثل العميم (٢). والسَّمُر: شجر طوال وله شوك صغار، يعني أن السيل قلَع الشجرَ ومضى به قُدُما، ومثله:

* يَكُبُّ علي الأذقان دَوْحَ الكَنَهبُلِ (٣) *


(١) القرواح من الأرض: الفضاء البارز الذي لا يستره من السماء شيء.
(٢) يستفاد من كتب اللغة أن عما جمع عميم، وأصله عمم بضم العين والميم فخفف.
(٣) هذا الشطر لامريء القيس من معلّقته اللامية المشهورة. والكنهبل: شجر من الطلح قصير الشوك.

<<  <  ج: ص:  >  >>