للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ظاهَرَ نَجْدا فتَرامَى به ... منه تَوالِى ليلةٍ مُطفِل

ظاهَرَ نجدا، أي علا نجدا. وتَوالى ليلةٍ: مآخيرُ ليلة. ومطفِل، يقول: فيها نشأ الغيمُ وأَمطَر، أي هي حديثة عهد بماءٍ مِثلُ الحديثة العهد بالولد؛ ويقال: شاة مُطفِل إذا كانت حديثةَ العهد بالولادة.

للقُمْر من كلّ فَلًا نالَه ... غَمغمةٌ يَقزَعن كالحنظلِ

القُمْر: الحمير. غَمغَمة: صوت. يَقْزَعْن: يمررن في السير مرا سريعا. والحنظلة إذا يبستْ طَفَت فوق الماء فمرّت في السيل مرّا سريعا. ويقال: مرَّ يقزَع ويَمصَع ويَهَزع ويَمزَع إذا مرّ مرّا سريعا. ويروى: "من كلّ فلًا نالَه". "ومن كلّ مَلًا" والملأ: المكان المستوى؛ فشبّه الحميرَ في كل مكان أصابه هذا المطر بالحنظل اليابس إذا مرّ فوق الماء يتدحرج. قال: ويقال فلاة وفلًا وفلَوات وفُلِي. والقَزْع والمَصْع والهَزْع والمَزْع: المرّ السريع، يقال للفرس: هو ممزَع إذا كان من عادته أن يمرّ مرا سريعا؛ قال الشاعر (١): "سَفْواء (٢) مِمْزَع".

فأصبَح العِينُ رُكودا على الأَ ... وْشازِ أن يَرسخن في المَوْحِلِ


(١) الشاعر هو طفيل الغنويّ كما في اللسان (مادة مزع).
(٢) كذا وردت هذه الكلمة في كلا الأصلين. والسفواء من الخيل: الخفيفة شعر الناصية، وليس بمحمود فيها، وهو مما تمدح به البغال. وصواب الرواية "جرداء" مكان "سفواء" فقد ورد هذا البيت في اللسان (مادة مزع) وهو:
وكل طموح الطرف شقاء شطبة ... مقربة كبداء جرداء ممزع

<<  <  ج: ص:  >  >>