للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويُروَى: ويُفَلّ سيْفٌ، ويُغَلّ (١). تَغْشاهم، يقول: حتى رأيتُ دماءَهم تسيل عليهم.

أزهير إن يُصبِحْ أبوكِ مقصِّرا ... طِفْلا يَنوءُ إذا مَشَى للكَلْكَلِ

يقول: صار كأنّه طِفْل من الصِّبْيان لكِبَره وسِنِّه. والكَلْكَل: الصَّدْر وجَمْعُه كَلا كِل.

يَهدى العَموُد له الطريَق إذا همُ ... ظَعَنوا ويَغمِدُ للطّريق الأَسْهَلِ

العَمود: العصا التي يتوكّأ عليها. والأسهَل: الأليَن. وظَعَنوا: شَخَصوا.

فلقد جمعتُ من الصّحابِ سَرِيّةً ... خُدْبا لِداتٍ غيرَ وَخْشٍ سُخَّلِ

الأخدب: الأهوَج. خُدْبا، وهم الّذين يركبون رءوسَهم لا يردّهم شيء. والسُّخَّل: الضِّعاف، وإذا ضعف حَمْل النخلة قيل: قد سَخَّلتْ. قال أبو سعيد: ولا أدرى ما واحد السُّخَّل. ويقال: نخل سُخَّل إذا كان قليلَ الحَمْل. ولِداتٍ: قَرُب بعضهمْ من بعضٍ في السنّ. والوَخْش: النّذْل من كل شيء (٢)؛ ويقال وَخشُ المَتاع.

سُجَراءَ نفسى غيرَ جمعِ أُشابَةٍ ... حُشُدًا ولا هُلْكِ المَفارش (٣) عُزّلِ


(١) يغل سيف بالغين، من الغل بضم الغين وهو شدّة العطش. وذلك لأن السيف إذا كان في غمده لم يسلل، فكأنه عطش إلى الدماء.
(٢) قوله: "من كل شيء" كان مقتضى هذا التعميم أن يقول "الرذل" بالراء، لا النذل بالنون، إذ النذالة خاصة بالناس، والرذالة يوصف بها الناس وغيرهم، كما يستفاد من كتب اللغة.
(٣) حشدا أي لا يدعون عند أنفسهم شيئا من الجهد والنصرة والمال؛ ويقال للواحد حشد بفتح أوّله وكسر ثانيه، وحاشد. والعزل بالتشديد: الذين لا سلاح معهم، فهم يعتزلون الحرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>