للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو سعيد: هما رجلان (١) كانا في غابر الأُمَم.

أَبَى الصبرَ أنِّي لا يزال يَهيجُنى ... مَبيتٌ لنا -فيما خَلَا- ومَقِيلُ

وأنِّي إذا ما الصُّبح آنستُ ضَوءَه ... يعاوِدني قِطعٌ علىَّ ثقيلُ

آنستُ: ضوءَه. يقول: كأن قد قَرُب الصبحُ منّى في ظنّي. وقِطْع أي قِطْع من اللّيل أي بقيّة.

أَرَى الدهرَ لا يَبقَى على حَدَثانهِ ... أَقَبُّ تُبارِيه جَدائدُ حُولُ

أقبّ: حمارٌ خَميص البطن. جَدائد: جمع جَدود وهي الّتى لا لبن لها وحُول: جمع حائل، وهي الّتى لم تَحمل من عامها.

أَبَنَّ عقاقًا (٢) ثم يَرْمَحْن ظَلْمَه ... إباءً وفيه صَولةٌ وذَميلُ

قال أبو سعيد: الإبانة: استبانةُ الحَمل؛ يقول: أطهرن حَملَهنّ. وقوله: "ظَلمه" قال: هو طَلبُه منهنّ السِّفادَ في غير موضعه، فمن أراد المَصدَر قال: "ظَلْمَه"، ومن أراد عَمَلَه قال: "ظُلْمَه"؛ وإنما يُنشَد "ظَلْمَه"، ومثله دهنتُه دَهْنا إذا أراد العَمَل، وإن أراد الاسم قال: دهنتُه بدُهْنٍ طيّب، قال: وهذا مِثلُ قول


(١) مالك وعقيل: هما نديما جذيمة الأبرش، وإليهما يشير متمم بن نويرة في رثاء أخيه مالك بقوله:
وكنا كندماني جذيمة حقبة ... من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
وبهما يضرب المثل في الاجتماع وعدم التفرق.
(٢) في الأصل: "عفافا" بفاءين؛ وهو تصحيف؛ والعقاق كسحاب وكتاب الحمل بعينه، كما ورد أيضاً أن العقاق بكسر العين أيضاً جمع عقق بضمتين، وهو جمع عقوق كصبور، وهي الحامل. ويلاحظ أن بين معنى هذا البيت وبين قوله في البيت الذي قبله "حول" وهي الأتن اللواتي لم تحمل تناقضًا ظاهرًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>