للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمرّت كَهاةٌ (١) ذاتُ خَيْفٍ جُلالةٌ ... عَقيلةُ شيخٍ كالوَبيلِ يَلَنْدَدِ

أَلَنْدَد ويلَنْدد: الغليظ الشديد. وقوله: الغار [والخوف] (٢) المُحِمّ، هو الذى يأخذ (٣) معه هَمٌّ وحديثُ نفس. ويقال: حاجة مُحِمّة. وإنما يريد أنه ضَمَر حتّى صار مِثلَ العصا؛ وأنشَدَنا خَلَف الأحمر:

لا يَلتَوى من الوَبيِل القِسْبارْ (٤) ... وإن تَهَرّاه بها العبدُ الهارْ

تَهرّاه، يعني ضرَبَه بالهِراوة.

وَظلَّ لها يومٌ كأنّ أُوارَه ... ذَكا النارِ من فَيْحِ الفُروغِ طَويلُ

الأُوار: الوَهَج. وقوله: ذَكا النار، هو اشتعالها من وَهَج طَبْخِ السَّموم.

وقوله: مِن فَيْح الفُروغ، يقول: يَفيح (٥) من فُرُوغهِ أي من مَجْراه الّذى يَجرِى منه كمِثْل فَرْغِ الدَّلْو. طويل: لا يكاد ينقضى مِن طُولِه وشِدّته.

فلما رأين الشمسَ صارت كأنّها ... فُوَيْقَ البَضِيعِ في الشُّعاع خَمِيلُ

البَضيع: الجزيرة في البحر. يقول: صارت الشمس حين دنتْ للغروب كأنّها قطيفةٌ لها خَمْلٌ لشُعاعِها. يقول: تراها كأنّ لها هُدْبا. وكلّ جزيرة في البحرِ بَضِيع.

فَهيَّجَها وانشامَ نَقْعا كأنّه ... إذا لَفَّها ثم استمَرّ سَحيلُ


(١) الكهاة: الناقة الضخمة التى كادت تدخل في السن؛ أو هي العظيمة السنام الكريمة على أهلها. ويريد بالشيخ أباه.
(٢) لم ترد هذه الكلمة التي بين مربعين في الأصل؛ والسياق يقتضى إثباتها.
(٣) حذف مفعول "يأخذ" للعلم به، أي يأخذك معه همّ أو يأخذ المرء معه الخ.
(٤) القسبار والقشبار: من أسماء العصا.
(٥) يفيح، أي يفور ويسطع ويهتاج.

<<  <  ج: ص:  >  >>